في الوقت الذي تواصل إسرائيل عدوانها على قطاع غزة وتستهدف منازل قياديي المقاومة الفلسطينية والمدنيين الأبرياء، مستغلة ذريعة إطلاق الصواريخ لشن غارتها على القطاع، ربما لاستعادته مرة أخرى إلى أراضى إسرائيل المحتلة ، رأت صحف إسرائيلية كثيرة أن هذه الهجمات تأتى ردا على المصالحة التى جرت بين فتح وحماس والتى من شأنها أن تهدد الكيان الإسرائيلى. إسرائيل استعدت للعدوان قبل اختطاف الإسرائيليين فقد ذكر موقع "همكور" الإسرائيلى أنه قبل اختطاف الشبان الثلاثة الإسرائيليين وقتل الشاب الفلسطيني "محمد أبو خضير" وقبل تطور المواجهات العنيفة بغزة رفع الجيش الإسرائيلى حالات التأهب ، وتحديدا بعد إتمام المصالحة بين فتح وحماس، نُشرت القبب الحديدية واستلمت بطارية صواريخ جديدة سابعة ليكون بذلك سبع بطاريات تحمي المواطنين الإسرائيليين حيث تتواجد البطاريات في كل مكان معرّض للخطر. فضلا عن وجود القبة الحديدية في الجنوب تلك المنظومة التى تحمي أيضًا منطقة وسط البلاد عند الحاجة. وأوضح تقرير أجرته "القناة الثانية" الإسرائيلية أن إسرائيل كانت لديها مخاوف من تداعيات المصالحة الفلسطينية التى تمت بين فتح وحماس وهى أن تحاول حركة حماس في الضفة الغربية تطوير بنيتها التحتية العسكرية والرجوع إلى مقاومة الجيش الإسرائيلي في الضفة، الأمر الذي سيجعل إسرائيل تتخذ قرارات تتعلق باغتيال القيادات السياسية والعسكرية لحركة حماس في الضفة لمنع أي هجوم من قبل كتائب القسام ضد الإسرائيليين في الضفة، لأن السلطة الفلسطينية لن تكن قادرة على ملاحقة المقاومين لحركة حماس ومسك زمام الأمور. وبحسب التقرير شعرت إسرائيل أن علاقاتها مع السلطة الفلسطينية توقفت وأنها تميل لعودة المحادثات والعلاقات السياسية مع حركة حماس وذلك بعد التوجه للأمم المتحدة وحصول فلسطين على دولة عضو مراقب. بداية الغارات الإسرائيلية على غزة وأوضح التقرير أن إسرائيل استغلت حادث مقتل الشبان الثلاثة الإسرائيليين فى الخليل بالضفة الغربية، حيث توالت ردود الأفعال الإسرائيلية الصاخبة، وارتفعت وتيرة التهديدات لحركة حماس وقطاع غزة ووصلت إلى المطالبة بعملية عسكرية على غرار عملية " عمود السحاب " الأخيرة علي غزة. وقد بدأ الجيش الإسرائيلي بالفعل بعملية عسكرية ضد قطاع غزة، أطلق عليها اسم "الجرف الصامد"، شن خلالها عمليات قصف جوي لأهداف في القطاع. وتعهد " موشيه يعالون" وزير الدفاع الإسرائيلي بالقضاء على المقاومة الفلسطينية مشددا أن إسرائيل لن تترك الاعتداءات الفلسطينية بالقذائف الصاروخية المنطلقة من قطاع غزة باتجاه الأراضي الإسرائيلية، مشيرا إلى أنها تساهم في تشويش مجرى الحياة للمواطنين الإسرائيليين. وأكد "يعالون" بحسب الإذاعة الإسرائيلية العامة أن جيش الاحتلال سيلاحق الجهات المسئولة عن هذه الممارسات، وسيضع يده عليها، وذلك في بيان أصدره بعد ساعات من القصف الإسرائيلي على غزة وقال "أفيخاي أدرعي" المتحدث باسم جيش الإسرائيلي " استدعينا 30 ألف جندي لغزو غزة و«حماس» فشلت في كل عملياتها" مؤكدا أن الجيش الإسرائيلى أغار على نحو 500 هدف في قطاع غرة خلال 50 ساعة وهناك الكثير من الأهداف أمامنا. بينما ذكرت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" أن حتى اليوم الثاني من عملية الجرف الصامد ، تم تسجيل اكبر الهجمات الصاروخية التي شنتها حماس على إسرائيل، كما دعا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الجيش الإسرائيلي لتكثيف هجماته على حماس وأهداف أخرى في قطاع غزة. وأوضحت الصحيفة أن إسرائيل ليست بحاجة إلى تنفيذ عملية برية فى غزة إلا إذا أرادت استعادة غزة واستعادة السيطرة على 1,6 مليون فلسطيني .