"شهر عسل"هكذا كانت العلاقة بين حماس وإسرائيل إبان حكم المعزول محمد مرسي وجماعته، فمثلت فترة حكم مرسي هدنة بين الجانب الصهيونى والحركات الإسلامية فى غزة، وكأن الجماعة باتت حارسا على استقرار العلاقات بين الطرفين، فمنذ تولى مرسي اختفت عمليات تفجير خط أنابيب الغاز الطبيعى إلى إسرائيل، ذلك الخط الذى تم تفجيره سبع عشرة مرة خلال حكم المجلس العسكرى الذى دام ثمانية عشر شهرا. فخلافاً للتوقعات التى سبقت تولى مرسي الحكم فلم يشهد عهده انهيار العلاقات بين القاهرة وإسرائيل؛ بل إن نظام مرسي منح نوعا من الشرعية الإخوانية لمعاهدة السلام المبرمة بين مصر وإسرائيل، كما تم توسيع عملية تدمير الأنفاق على الحدود المصرية مع قطاع غزة. وكانت حركة حماس وخاصة قياداتها فى قطاع غزة تلجأ إلى الاعتماد أكثر فأكثر على النظام المصرى الإخوانى الجديد فى ذلك الوقت، بديلا عن دمشق وطهران، وذلك لعلاقاتها التنظيمية والأيديولوجية مع تنظيم الإخوان فى مصر. فعندما وقعت حملة الغارات الجوية التى شنتها إسرائيل على غزة آنذاك التى عرفت باسم "الجرف الصامد" لقصف مواقع حماس في غزة، ردا على إطلاقها صواريخ باتجاه جنوب إسرائيل،حيث أطلقت حماس وقتها العشرات الصواريخ تجاه إسرائيل ردا على غارات إسرائيلية سابقة . جاءت تصريحات مرسي وقتها بشأن حل الأزمة بين الطرفين لتثير العديد من علامات الاستفهام، حيث أكد أن مهزلة العدوان الإسرائيلي ستنتهي وأن جهود عقد الهدنة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي ستسفر عن نتائج إيجابية، وفى الوقت نفسه أرسلت أطراف الحرب الدائرة في غزة بين حماس وإسرائيل مؤشرات قوية على نجاح وساطة الرئيس المعزول محمد مرسي وقتئذا بين الإسرائيليين وحركتي فتح وحماس بغزة. حيث تم عقد اجتماع بين محمود عباس الرئيس الفلسطيني وخالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، وأعلن مشعل عقب الاجتافع الاستعداد للمصالحة لإنهاء القصف الإسرائيلي والذي عقد بمقر الرئاسة المصرية منتصف 2012بوساطة إخوانية. وعلى صعيد آخر وافق المعزول وقتها على وضع أجهزة تنصت على الحدود المصرية الإسرائيلية الأمر الذي ألهب اتجاهات الشعب ضد قوى الإخوان ومرسي فى هذا الوقت، وكانت هذه هى أولى العلامات التى تنذر بعزل مرسي. ولم تدم هذه الهدنة بين حماس والقاهرة فتحطمت قبل ثورة 30 يونيو، في عهد الدولة الإخوانية بقيادة المعزول مرسي، وكانت الشرارة الأولى لانهيار العلاقة بين الحركة ومصر في 5 أغسطس الماضي عندما تعرضت نقطة تفتيش مصرية في رفح لهجوم مسلح أودى بحياة 16 جنديًا وضابطًا مصريًا. وسارعت السلطات المصرية بعد هذه الواقعة بتوجيه اصبع الاتهام إلى حركة حماس بعد تحقيقات طويلة، وعلى إثرها تراجعت شعبية حماس في الشارع المصري وعاد الجيش المصري وبقوة إلى سيناء التي فقدت مصر خلال السنوات الماضية السيطرة عليها بشكل شبه مطلق لصالح جهات بدوية وفلسطينية وجهادية. وتأكيداً على الدور الذى قام به مرسي في المفاوضات جاءت التصريحات الوزير الإسرائيلي الأسبق يوسي بيلين تؤكد على إن الرئيس المصري المعزول محمد مرسي كان هو الوحيد القادر على الوصول إلى اتفاق هدنة بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية حماس، نظرا للعلاقات القوية التي تجمع جماعة الإخوان الحاكمة في مصر وقتها وبين حركة حماس في غزة من جهة. وجاءت الغارات الجوية الإسرائيلية على مخيم النصيرات وسط غزة منذ يومين لترتفع حصيلة الضحايا إلى 27 قتيلا وأكثر من 230 جريحا، بالإضافة إلى تحريك إسرائيل قواتها العسكرية نجاة حدودها مع غزة، وفقاً لقرار مجلس الوزراء الإسرائيلي بتكثيف الهجمات على غزة.