بروفايل.."شيفردنادزه" الثعلب الأبيض المخلوع

"إدوارد شيفردنادزه".. استطاع بمهاراته السياسية أن يحصل على لقب "الثعلب الأبيض"، نظرا لدوره الواضح في إنهاء الحرب الباردة بين أمريكا والاتحاد السوفيتي وأصبح ينظر إليه كبطل في أعين الغرب قبل أن تغضب عليه جورجيا ويخرج الشعب ضده عام 2003 ويتم خلعه.
وولد شيفردنادزه، الرئيس الجورجي السابق، في جورجيا عام 1928. وفي عام 1946، انضم إلى الشبيبة الشيوعية التابعة لفرع الحزب الشيوعي السوفيتي بجورجيا ثم أصبح رئيسا لفرع الحزب في بلده في عام 1972.
وبدأ "شيفردنادزه" دوره البارز في الاتحاد السوفيتي بداية من عام 1986، عندما عين وزيرا لخارجية الاتحاد السوفيتي خلال تولي الزعيم السوفيتي الإصلاحي، ميخائيل جورباتشوف مقاليد السلطة.
ووصفه "جورباتشوف" بأنه كان رجلا شديد الكفاءة، موهوبا، ومنفتحا جدا للعمل مع الشعب، مع جميع طبقات المجتمع".
ولكنه استقال من منصبه في عام 1990 ثم ما لبث أن عين الوزير الأخير لخارجية الاتحاد السوفيتي عام 1991 قبيل تفككه وأصبح في عام 1992 رئيسا لجورجيا التي انفصلت عن الاتحاد السوفيتي آنذاك بسبب انهياره.
وتجدر الإشارة إلى أن جورجيا، المجاورة لكل من تركيا وروسيا، استقلت عن الإمبراطورية الروسية بين عامي 1918 -1921 قبل أن تنضم إلى الاتحاد السوفيتي ثم تعود لتنفصل عنه عقب تفككه في عام 1991.
وتمكن شيفردنادزه، بعد ذلك، خلال رئاسته من إخراج جورجيا من حالة عدم الاستقرار وتجنب شبح الحرب الأهلية إلا أنه بعد 10 سنوات وفي نوفمبر 2003 أطاحته "ثورة الزهور" التي أججتها أحزاب المعارضة التي قالت إن الانتخابات البرلمانية شابتها خروقات. وبدأ ينظر إليه على أنه فشل في مكافحة الفساد المستشري في الحكومة الجورجية من قبيل محاباة الأقارب وتعيينهم في المناصب الحكومية المهمة.وسمحت له استقالته عام 2003 بالاحتفاظ ببعض التقدير لدى الرأي العام.
وقال "شيفردنادزه" وقت استقالته بنبرة متمهلة وهادئة: "رأيت من أرادوا رحيلي وهم يرقصون ويغنون ويصفقون.. لكني اعتقد انهم في الصباح اعادوا التفكير في الامر وادركوا أن ما حدث كان أمرا جللا"، ولزم منزله منذ إعلانه الاستقاله وكان نادراً ما يخرج منه.
وعقب خلعه من الرئاسة، وعد الرئيس الأمريكي "جورج بوش بتقديم المساعدة بنقل السلطة السياسية في البلاد، ومساعدة جورجيا بتطبيق "إصلاحات ديموقراطية وتحرير الأسواق."
وانتهت اليوم الاثنين 7 يوليو 2014 قصة رحيل "الثعلب الأبيض المخلوع" بوفاته عن عمر يناهز 86 عاما بعد صراع مع المرض.