رأى الكاتب البريطاني جوناثان فريدلاند أن دائرة الانتقام "العين بالعين" التي راح ضحيتها صبي فلسطيني وثلاثة مستوطنين إسرائيليين قد تشعل فتيل "انتفاضة ثالثة". ورصد الكاتب - في مقال تحليلي له نشرته صحيفة "الجارديان" البريطانية وأوردته على موقعها الالكتروني اليوم السبت - المشهد في كل من فلسطين وإسرائيل..مشيرا الى أن الوجوه متماثلة، ان لم تكن نفسها، ولم يختلف الحال قليلا عن الماضي سوى الأولاد الأربعة الذين لقوا حتفهم: نفتالي فرانكل، وجلعاد الشعار، وعيال يفراش ومحمد أبو خضير الفلسطيني الذي سلبت منه حياته انتقاما لمقتل المراهقين الإسرائيليين الثلاثة، وأن لديهم شيئا مشتركا إلى جانب ابتسامات سن المراهقة؛ ألا وهو أن حياتهم انهيت من قبل أناس قادرين على الاعتقاد بأن ذبح طفل بريء عمل نبيل. ونوه فريدلاند الى أنه في الوقت الحالي لا توجد أدلة قاطعة على أن حركة المقاومة الاسلامية /حماس/ وراء مقتل المستوطنين الإسرائيليين الثلاثة، كما لم يثبت بعد ضلوع يهود متطرفين في مقتل الصبي الفلسطيني، ولكن يؤمن كلا الطرفين بتلك الاحتمالات. ولفت الكاتب إلى الفترة التي سبقت الانتفاضة الفلسطينية الثانية في سبتمبر 2000 التي جاءت عقب فشل واضح في عملية السلام ..مشيرا إلى أنه مع غياب أي حراك دبلوماسي ينشط المنتهجون للعنف. ورأى أن بعض الإشارات الخارجية لم تبد مشجعة، على الرغم من التقارير التي تحدثت عن هدنة بين حماس وإسرائيل، حيث ما زالت صواريخ حماس تعرف طريقها لإسرائيل، وتستمر اسرائيل في ضرباتها الجوية على غزة. وقال الكاتب البريطاني جوناثان فريدلاند، في مقاله ال تحليلي، إن توقعات مبادرة السلام من قبل وزير الخارجية الأمريكي جون كيري كانت أقل من ذلك بكثير، بعد انهيارها في ربيع العام الحالي، وأن فشل جهود كيري ستكون له تبعات، ويبدو أن الدرس المستفاد من الحراك الدبلوماسي في منطقة الشرق الأوسط هو الرجوع مرة أخرى إلى المربع رقم واحد، وأيضا العودة عدة خطوات أخرى الى الخلف، ويمكن أن يكون ما نشهده الآن، مجرد هزيمة دبلوماسية .