كشفت صحيفة (ديلى ميل) البريطانية النقاب عن حقيقة اختفاء لوحة "سيلفاتور موندى"، للرسام المشهور ليوناردو دافنشى، لفترة طويلة، وبيعها بمبلغ 45 يورو فى مزاد، بينما تستحق 120 مليون يورو، وفق تقدير الخبراء، الذين صرح أحدهم بأنهم استغرقوا يوماً كاملاً لفحصها. ولوحة سيلفاتور موندى (أو منقذ العالم)، هي لوحة خشبية ملونة بألوان زيتية، تصور السيد المسيح رافعاً يده اليمنى لكي يمد العالم ببركته، وممسكاً الكرة الأرضية فى يده اليسرى. حيث انتشر هذا التخيل فى الفن الفرنسى والفلمنكي كما يدل الوضع الذى يظهر فيه السيد المسيح بنصفه العلوى فقط على عصر النهضة الأوروبية. ونسبت اللوحة إلى تلميذ ليوناردو دافينشى، ولكن أخيراً، وبعد فحص مجموعة من الخبراء الفنيين الدوليين تم ثبوت أن صاحبها هو المعلم ليوناردو ذاته دون شك بالرغم من وجودها منذ خمسين عاما. ويعتقد الخبراء أنه رسمها منذ خمسمائة عام مضت، بعد تكليفه برسمها من جانب ملك فرنسا لويس الثانى عشر عام 1506 والذى انتهى من رسمها بعد سبع سنوات. وقد تم إجبار الخبراء الذين قاموا بفحصها على عدم الإفصاح عن هذا الاكتشاف والاحتفاظ بسريته فى الوقت المحدد لعرض اللوحات بصالة العرض القومية فى لندن لاحقا هذا العام وغير مسموح لهم بالتعليق عليها. حيث صرح المتحدث الرسمى لصالة العرض القومية للصحيفة قائلاً: "ليس لنا حق فى استدعاء اللوحة لدخول المعرض فهى ليست ضمن مجموعة اللوحات التى سيتم عرضها لدينا". وقد كان البروفيسور بيترو مارانى أحد الخبراء الأربعة الذين قاموا بفحصها وطلب منه أن يذكر رأيه؛ ولكنه ذهب العام الماضى سراّ إلى المتحف القومى بلندن ليعرض رأيه وذهب معه كل من: زميلته الإيطالية ماريا تريزا، وأستاذ جامعى بجامعة أوكسفورد هو البروفيسور مارتين كيمب، الذى درس كل الأعمال الفنية لليوناردو دافينشى طوال أكثر من أربعين عاماً وهو كبير الخبراء. كما نقلت عنه قوله: "طلب منا الاحتفاظ بهذا السر وعدم الإفصاح بأى شئ، حيث يفضل أصحاب اللوحة عدم الإعراب عن هذا الاكتشاف". وأضاف: "ومما يثير الاهتمام أنه بعد استعادة تاريخ اللوحة تم إزالة شعر الرأس والحاجب الذى تم إضافتهما، وتجدر الإشارة إلى أن تلاميذه قاموا برسم عدة نسخ من هذه اللوحة بالتحديد لشهرتها ولكن هذه اللوحة رسمها بيده دون شك لأن الألوان فى غاية الروعة حيث إن الألوان الزرقاء والحمراء المستخدمة تشبه تلك المستخدمة فى لوحة العشاء الأخير كما تشبه لوحته: "السيدة العذراء على الصخور". ويرجع تاريخ امتلاك اللوحة إلى تشارلز الأول، ملك إنجلترا، تلاه تشارلز الثاني، ثم ظلت فى لندن لمدة أربعمائة عام. ثم انتقلت لحوذة فرانسيس كوك. وفى عام 1985 تم بيعها من جانب سوثيبى بمبلغ 45 يورو، على أن من رسمها تلميذ ليوناردو دافينشى الذى يُدعى جيوفانى بولترافيو. ومؤخراً كانت فى حوذة معرض روبرت سيمون للفنون بمدينة نيويورك، حيث رفضوا التعليق بالرغم من أنه يعتقد أنهم قاموا ببيعها فى تصفية عام 2004. والمقرر افتتاح معرض بعنوان: "ليوناردو دافينشى: الرسام بساحة ميلان"، في نوفمبر الحالى، والذى يتم وصفه بأنه "أكثر المعارض التى سيتم فيها عرض كامل للوحات النادرة الباقية لليوناردو دافينشى على الإطلاق، والذى لم يسبق له مثيل".