إذا عاد الحزب الوطنى من خلال الأحزاب الأخرى برعاية مستشارى السوء.. وحملة مباخر كل عهود الظلم والطغيان.. فلن يكون أمام أحرار هذا الوطن وشرفائه والباحثين عن حق هذا الشعب فى حياة كريمة.. إلا أن يعيدوا توحيد صفوفهم مرة أخرى.. فيبدو أن هذا الحزب ورموزه الذين احتلوا الترتيب الأول فى قهروافقار الشعب المصرى لن يتراجعوا عن مخططهم المدمر لمقومات الشعب على مدى «30 عاماً» إلا بثورة حمراء.. كل ما فيها استثنائى.. لأنهم داسوا على كل الدساتير وانتهكوا كل القوانين.. وشرعوا لكل باطل.. واغتصبوا حقوق الآخرين.. فمن يقرأ تاريخ الشعب المصرى فى مقاومته للظلم والفساد والاستبداد والقهر فى كل العهود لن ييأس أبداً من احتضان هذا الشعب لكل عمل كريم وموقف يستهدف منه الحفاظ على كرامة وعزة وحقوق هذا الشعب.. لن يقبل هذا الشعب عودة فاسد صفق لقوانين الطوارئ.. أو مستبد صفق لتعذيب وقهر الإنسان.. أو شرع لصالح مافيا الفساد والاحتكار.. لن ينسى كل حر كيف انتهكت حقوق الإنسان بعصا وكرباج الجلاد.. لن يقبل أى حر بتزوير إرادة الأمة فكل الظلم والجرم مرفوض.. أياً كان مصدره.. فالشعب المصرى الحر هو الذى قاوم كل مستعمر ومحتل ومغتصب.. ربما يكون أكبر شعب قدم دماءه فى سبيل العزة والكرامة والحرية مدافعاً عن حقوقه فى أن يحيا حياة كريمة ومستقلة.. إن ثوراته القريبة وليست البعيدة ضد الصليبيين والتتار والاحتلال الفرنسى والاحتلال الإنجليزى والصهاينة مازالت تسجل فى سجلات التاريخ بحروف من نور.. وأيضاً مقاومته لكل الظلم والقهر والفساد من حكامه.. مازالت ماثلة أمام أعيننا فى أعقاب المحاكمة الهزلية لهزيمة 67.. وانتفاضة الشعب المصرى فى 18 و19 يناير عام 1977، وأحداث الأمن المركزى فى 86.. وأحداث البرلس فى 2007.. وأحداث المحلة فى 2008.. وثورة 25 يناير التى نسفت 30 عاماً من الخوف والرعب الفساد والاستبداد.. وموجتها التصحيحية فى «30 يونيو» لأكبر دليل على أنه مهما طال صبر الشعب فلن يقبل يوماً أن يعود من أفقروا هذا الشعب وقهروا وأذلوا رجاله، إن عودة الحزب الوطنى ورموزه الى الحياة السياسية هى عودة لأسوأ عهود عاشها المواطن والوطن.. وستكون دعوة لثورة لا تعرف مهلة ولا رحمة لهم..