لا تنتظر وأنت تؤدي رسالتك ابتغاء رضاء الله في قول الحق حفاظاً علي وطن واحتراما لشعب ان تفرش لك الارض بالورود... فانظمة الحكم في بلادنا لا تطرب اذنها الا للافاقين والمنافقين وحملة المباخر.. لا تنتظر قصائد المديح وابيات الشعر وانت تبحث عن حقوق انسان قد انتهكت.. وعن ادمية قد أهينت، وعن حقوق قد اغتصبت.. وعن عدل قد ضاع.. وعن سجون قد اوصدت ابوابها علي أبرياء... وعن فقر مدقع قد انتشر... وعن فساد قد ضرب أركان المصالح والمؤسسات... لا تنتظر دعما ولا مساعدة من اصحاب اقلام لا تعرف الا تسطير النفاق نثرا وشعرا واعظم المقطوعات الأدبية.. فقد حبا الله كثيراً من البشر مواهب وذكاء وبدلا من أن يستمروا في الخير سخروه للشر... لا تنتظر وانت تهاجم لصوص التمويل أن تأتى لك ايات الشكر والعرفان بل سيجاهد هؤلاء حق جهادهم في أن يتآمروا عليك فكل دولار حصلوا عليه كان تآمراً علي البلاد وأحزابه ومؤسساته و حقوق الإنسان.. إذن لا بأس... لا تنتظر صكاً بالوطنية من أحد عندما تكشف فساد حزب دمر البلاد وأفقر وأمرض العباد بل اعلم أن هؤلاء سيعدون ويحيكون لك المؤامرات والفتن فهذا ما تعلمونه في كل تاريخهم.. لا تنتظر صدقاً ولا وفاء بعهد ولا وعد ممن اخترقوا الأحزاب لإشعال الفتن فيها حتي وان تآمروا مع خصومها وأعدائها ففى النهاية هم لا يريدون إلا ناراً مشتعلة.. ومن هنا من كانت حياته رسالة فليتحمل الى آخر لحظة فى عمره.. فحتى الان لم يعرف الوطن الا حكام الاستبداد والفساد والقهر.. حتى الآن يسود الظلم وتنتهك الحقوق.. حتى الان يئن الفقراء من قسوة الجوع ويصرخ المرضى من قسوة الألم.. حتى الآن مازال الموتى فى مقابرهم يتأففون من مزاحمة الأحياء لهم والعيش فوق جثثهم مزاحمة الأحياء لهم.. حتى الآن مازالت الأرصفة والشوارع وأسفل الكبارى المأوى لأبناء الشوارع فى أحضان الحيوانات الضالة والمفترسة ربما كانت أشد رحمة وحناناً من مبارك وطنطاوى ومرسى وعدلى وكل رجال حكمهم ووزراء عرشهم.. فالعدل قد ضل طريقه.. فالفاسد اشتد فساداً والمستبد ازداد بطشاً وقهراً.. والمنافقون وحملة المباخر سطروا مجلدات من الإفك والبهتان.. وسيسطر التاريخ أن أنين المسجونين والمعتقلين ظلماً سيزلزل أركان الظلم عاجلاً أو آجلاً.. فالكل جبان.. فليس لهم اليوم إلا لعق بلاط صاحب السلطان.. الكل يبحث له عن مكان.. فى أحضان السلطة على حساب شعب وأمة كُتب عليها القهر من حُكام لم يعرفوا للمجد عنواناً ولم يعرفوا أن الحكم رسالة ترضى الله وتحافظ على وطن وتتقى الله فى شعب.. الكل جبان لأنهم يخشون ديكتاتوراً يعيد الاستبداد فى حكمه ويعيد الفساد فى منسقيه.. وهاهم قد عادوا.. وتصدروا المشهد من جديد.. فلن تعود الأموال وسيتوحش الفساد.. وسيسود الظلم.. ان صمت الشعب يوماً.. لكن إذا صمد الأحرار فستنتزع قلاع الظلم والاستبداد والفساد.. وأقولها لأى من كان الرئيس القادم أقرأ التاريخ جيداً.. واعلم كم من الروؤس أنحنت.. وعلى من الزنازين أغلقت.