الصوم انتصار للروح على شهوات الجسد لكن بعض الصائمين قد يرهقهم الصوم ولا يستطيعون إتمام بقية اليوم أو الشهر فيستخدمون حقنا مغذية تساعدهم على أداء هذه الفريضة مستندين فى ذلك إلى أن الحقن سواء فى العضل أو الوريد للتداوى أو التقوية لا تفطر الصائم. وفى سياق متصل قال الدكتور عبدالعزيز النجار, عضو مجمع البحوث الاسلامية, أنه لا مانع من استخدام الحقن للتداوى وذلك لأنها إن وصلت إلى الجوف لا تصل عن طريق المنفذ المعتاد, أما إذا أخذها الصائم بنية التغذية فهذا الأمر يبطل الصائم لأنه أخذها ليس من أجل التداوى, وإذا أخذها بنية التداوى فلا مانع وهذا هو ما عليه كثير من الفقهاء وهو لا يبطل الصيام. وأكد النجار أنه يستحب للصائم أن يأخذ هذه الحقن بعد الإفطار أو عند وقت السحور حتى يتحقق الهدف الأسمى من الصيام. وأضاف الداعية الشيخ محمد الكيلانى أنه لا يستحب أن يشق المسلم على نفسه مادام الله أحل لهم الإفطار حال المرض فى قوله تعالى "وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين" ولكن إذا استطاعوا تكملة اليوم بمشقة وتعب لهم الأجر الأكبر من الله تعالي. وأكد, الكيلانى, أن الحقن سواء فى العضل أو الوريد لا تبطل الصيام ولكن الأعمال بالنيات ويعنى ذلك أنه إذا إخذها بنية التغذية فإنها تبطل الصيام أما إذا كانت بنية التداوى فإنها لا تبطل الصيام. وأوضح الشيخ محمد أبوليلية, رئيس قسم الدرسات التشريعية "أن الحقن التى تؤخذ عن طريق الوريد لا تبطل الصيام لأنها لم تصل إلى الجوف وسيظل الشعور بالصيام قائم ويصبح صومهم صحيحا ما دامت الحقن لا تصل إلى الجوف ولا تؤخذ على سبيل التغذية. وأشار إلى أن الصائمين الذين يأخذون الحقن بنية التغذية وليس بنية التداوى فهذا يبطل صومهم وعليهم أن ينفذوا حكم الله فى هذه القضية وهى إطعام مسكين. وأضاف, أبوليلية أن الإسلام دين يسر وشرع الله تبارك وتعالى لعبادة الرخص تخفيضاً وتسيرا عليهم لأداء عبادتهم والذين يعملون أعمالا شاقة ويجهدهم الصيام فعليهم أن يقضوا عدد ما أفطروة من الأيام فى أيام إجازتهم وراحتهم – مختتماً بقوله تعالى "يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون".