أكد المهندس إبراهيم محلب رئيس مجلس الوزراء أثناء لقائه مع د. جابر عصفور وزير الثقافة والمثقفين بالمجلس الأعلى للثقافة، بحضور السيد عبدالخالق وزير التعليم العالى أن المثقفين هم أهل الفكر والإبداع والفن الرفيع وأهل الثقافة ويحملون الأمانة تجاه مصر خاصة إذا كانت التحديات التى تواجهنا فى مختلف المجالات تحديات كبيرة. وأوضح محلب أن مصر خرجت من نفق مٌظلم، وعلى المثقفين أن ينيروا الطريق لها، لأنهم مشاعل النور والثقافة الذين يحملون مسئولية إنارة العقول وتثقيفها وإزالة الشوائب الكثيرة فى المجتمع، فالمثقفين أمام الله والشعب مسئولين عن إعلاء ثقافة العقل وبناء ثقافة الطفل والشباب وإحياء عصر التنوير، وهم مسئولين أيضا عن الوعى والإدراك وإعلاء كلمة الوطن وحبة والحرية وإزالة العشوائيات والمشاركة فى وضع ميثاق شرف للكلمة والرسالة الإعلامية مع الإعلاميين. وأضاف محلب أن المثقفين كانوا ومازالوا القوى الناعمة المسئولة عن حمل مشاعل الفكر والتنوير فى الوطن وتصحيح الفكر وتصحيح الرؤى. وشدد محلب على وجود استراتيجيات يجب العمل بها وهى ربط الخطة بالتنمية وإذ لم تترجم هذه الاستراتيجيات إلى واقع تؤدى إلى ملل وانعدام الثقة مع ضرورة وجود مجلس أعلى للتخطيط والتنمية يكون مسئول عن كل المحافظات. وقال محلب: هناك رؤيه لإعادة تقسيم المحافظات، فمصر ليست فقيرة ولكنها لم تكتشف بعد، وليس من المناسب أن يعيش 90 مليون نسمة فى نفس المساحة التى كان يعيش فيها 5 ملايين، لذلك لابد من التوسيع شرقاً وغرباً. وأشار محلب إلي أنه سيناقش اليوم فى مجلس الوزراء مشروع يسمى "الأمل للتنمية الثقافية" وهو مشروع إتاحة فرص عمل لمليون شاب من خلال شركة قابضة عملاقة فى مصر ويوجد لها فرع فى كل محافظة، تمنح هذه الشركة الشاب قرضا يجتهد ويبدأ به عمله ثم تقوم الشركة بتجميع هذه الصناعات الصغيرة فهذه الشركة والشراكة سيكون لها مردود فى المجال الثقافى. وأضاف محلب: الحكومة الأن تعمل وفق خطة قصيرة المدى وستعرض هذه الخطة مع نهاية شهر رمضان وقد تم تغيير مسمى بعض الوزارات وإستحداث أخرى وإلغاء بعض الوزارات، فقد كانت العشوائيات تتأرجح مسئوليتها بين عدة وزارات مابين التضامن الاجتماعى والتنمية المحلية وصناديق أخرى مثل الصندوق الاجتماعى، لذلك قررنا أن تكون هناك وزارة تسمى بالتطوير الحضارى ووزارة للمشروعات الصغيرة والمتوسطة ووزارة للتعليم الفنى والتدريب المهنى، وهناك رؤية لوضع مترجم إلى عمل، والأهم أن يكون لدينا مشروع رائد يشعر به الشعب. وقال محلب: إننا على وشك مرحلة صعبة وعلى المثقفين أن يساندوا الحكومة ولابد من وجود مجلس أعلى للموارد البشرية، فنحن مقبلون على تحريك أسعار القطن والطاقة، وعدم الإقتراب من هذا الملف خيانة، فّإذا نظرنا لموازنة الدولة نلاحظ أن 30 % تذهب للدعم 26 % أجور وأكثر من 24 % فوائد، لذا لاتوجد بعض الإستثمارات من خدمات ومستشفيات. وأضاف: الدعم فى مجال البترول يصل إلى 134 مليار جنيه ويُصرف على التعليم والصحة 88 % فالعجز فى الموازنة وصل إلى 2 تريليون، مع العلم أننا كنا نقوم بتصدير الغاز ولكن الآن نتيجة لقطع الكهرباء سنستورده لعدم تجديد آبارنا، ولذلك سنتدخل فى تحريك الأسعار التى ستؤثر على النقل "الميكروباصات" بنسبة تصل من 2.5 إلى 5 % وعلى النقل الكبير بنسبة تصل من 1.5 إلى 2 %. واستكمل محلب حديثه قائلاً: الحكومة حرصت على دخول المستفيدين من التأمين الاجتماعى تحت مظلة التأمين الصحى، وتجريم المافيات، أما بالنسبة لمشكلة انقطاع التيار الكهربائى فنحن ننتج أقل مما نستهلك فالشبكات غير قادرة أن تستوعب كفاءة المحطات منذ سنوات ولم تجرى لها أى صيانة فالعوز ينتج من عدم قدرتنا على إيجاد العناصر البشرية التى تعمل على استخراج المازوت بالإضافة لعدم وجود الغاز الكافى كما يوجد عجز فى إنتاج الطاقة سواء كانت شمسية أو رياح، لذا كان لابد من مصارحة الشعب فلتر البنزين يكلف الدولة 5 جنيهات لذلك لايمكن أن يباع ب 90 قرشا، مشددا على ضرورة تغيير سلوك الأفراد فنحن نعمل على حل مشكلة المرور وقد تم إيقاف آلاف الموتوسيكلات فنحن فى حرب إلكترونية وتشكيك وتهديد. وأكد محلب أنه من الصعب تحديد مواعيد انقطاع الكهرباء والمياه نتيجة لعدم ثبات الاستهلاك، مشيرا لوجود مشكلة فى مياه التجمع الخامس ناتجة عن مشروع تكلف 3 مليارات جنيه منذ 2005 ولم يعمل حتى الآن. وأعرب محلب عن مدى حزنه لوضع الثقافة الآن مقارنة بالماضى قائلاً: لقد تعلمنا الوطنية من الثقافة لذلك لابد من حماية العقول الفكرية فالمشكلة تكمن فى التواصل مع الأجيال ولا يوجد صراع بينهما، فهناك كم رائع من شباب مصر المتعلم الذى نبحث عنه كمساعدين للوزراء، فالثقافة بدون إعلام لايمكن أن تحقق رسالتها والعكس. وشدد محلب على عدم الاعتماد على التقارير والنزول للشارع، أما فيما يخص قانون الجامعات فقد طالب أساتذة الجامعات بقانون الجامعات، مشيرا إلى أنه كان يوجد مخطط رهيب من الجامعة لإسقاط الدولة، فالسلاح الأبيض والمتفجرات تدخل الجامعة من خلال الأساتذه فى سيارتهم ثم خطة لاستدراج دخول الشرطة داخل الحرم الجامعى وعلى آثرها يحدث سقوط لبعض القتلى وتتأجج مشاعر الطلبة لكى يخرجوا ويحرقوا، مؤكدا أنها خطة خبيثة. ومن جانبه أكد عصفور أن المثقفين هم عقل وزارة الثقافة ويمثلون عقل مصر فهم جزء أساسى منها، مشيرا إلى أن الوزارة لديها خطة ثقافية لمدة عام وستناقش لتصويبها فى الاجتماع القادم، وشدد علي أهمية التعاون بين وزارات الثقافة والتربية والتعليم والتعليم العالى والإعلام والشباب والأوقاف.