أصبحت أعمال رمضان من دراما وبرامج ترفيهية لا تخضع لشيء سوي شركات الإعلانات وبالتالي ظهرت تفاصيل جديدة علينا خلال الشهر الفضيل، واختفت برامج كنا جميعا نشعر أمامها بنكهة وجمال هذا الشهر، لم يعد المشاهد هو مصدر الاهتمام من قبل الفضائيات أو حتي التليفزيورن المصري، لذلك في هذا التحقيق نطرح سؤالا مهما كنا نسمعه في بعض الإذاعات كبرامج يختار من خلالها ما يحلو لها، وهو ما يطلبه المستمعون وطالما أننا في عصر الفضائيات غيرنا من صيغة السؤال ليكون ما يطلبه المشاهدون؟ لعل بعض القنوات تلبي بعض مطالب المشاهد. أحمد خالد - علاقات عامة في شركة سياحة - قال: رمضان اختلف تماما فأصبحت الدراما هي كل شيء والغريب أن هناك أعمالا لا يجوز مشاهدتها أثناء الشهر الكريم ولا تليق بتقاليد هذا الشهر واختفت تماما الأعمال التي نشأنا عليها في رمضان والتي كانت تشعرنا بالشهر الكريم وعلي رأسها أحاديث التفسير للشيخ متولي الشعراوي و«بوجي وطمطم» وأصبحنا جميعا نسأل عن هذه الأعمال وأين ذهبت، فهل الوسط الفني بأكمله لا يوجد به من هو قادر علي استكمال هذه الأعمال، هل لا يوجد لدينا قناة تعيد تقديم حلقات الراحل الشيخ الشعراوي ليعيد لنا أحاديث التفسير الجميلة التي كنا نجلس أمامها قبل الإفطار وبعدها يذاع قرآن المغرب ولكن ما أشعر به هو غياب التليفزيون بين الفضائيات التي تبحث فقط عن كم هائل من الإعلانات يصيبنا بالملل وأتمني أن تعود لنا الأعمال التي نشأنا عليها. ومن جانبه أشار محمد جمال - محاسب في أحد البنوك - إن غزو الفضائيات لعقول المشاهدين هو سبب اختفاء الأعمال الرمضانية وقال: الجميع الآن أصبح يشاهد مجموعة من القنوات الفضائية التي لا تهتم بعرض المادة التي تعودنا عليها، ويعرضون برامج مقالب وأعمالا درامية بهدف الحصول علي أعداد هائلة من الإعلانات، وبالإضافة الي أن مشاهدة التليفزيون المصري أصبحت ضئيلة للغاية ويمكن أن نلخصها في مباريات كرة القدم التي تذاع فقط علي التردد الأرضي، وأضاف: علي التليفزيون المصري أن يعيد الناس اليه من جديد وأعتقد أن بإعلانه عن عودة الأعمال التي يحبها الجمهور وتعود عليها منذ الصغر وبالتالي سيذهب اليه الجمهور تاركا القنوات الفضائية وأتمني أن أشاهد «بكار» من جديد و«بوجي وطمطم» وحتي الآن أشاهد أحاديث تفسير الشيخ الشعراوي لأنها أكثر شيء يحسسني بنكهة في شهر رمضان ولكني أطالب بأن ينظر التليفزيون الي الناس ويعرض ما يناسبنا وما نحتاجه. وقال مصطفي محمد نجيب «محامو»: هذه الأعمال غابت عن ذاكرة الجمهور وحل مكانها ما يعرض والأمر يتلخص في أن التليفزيون دائما ما يظهر بإمكانات ضعيفة أمام الفضائيات أشعر أنه يسعي للتمثيل المشرف والفضائيات تسعي للمكاسب، الأعمال الرمضانية الجميلة التي تعودنا عليها لم تعد في الحسابات. محمود صالح قال: أتمني أن نعود من جديد لمشاهدة الكلاسيكيات الخاصة بالشهر الكريم والتي تعطي للشهر الكريم نكهة خاصة، فهناك العديد من الأعمال القديمة لها اشتياق خاص، مثل حكايات فؤاد المهندس وشويكار والتي كانت تذاع قبل الإفطار ومسلسلات الرسوم المتحركة وأعمال كثيرة تمثل لنا تراثا كبيرا في هذا الشهر وسيكون لها مردود كبير أفضل من كم الإعلانات الممل الذي يغزو الفضائيات. أحمد عبدالمجيد قال: أصبحنا حاليا لا نشاهد أيا من الأعمال الرمضانية ونشاهد مسلسلات الدراما وبعض برامج المقالب التي أصبحت من الظواهر الفنية في الشهر الكريم، ولكن بالرغم من اختفاء الأعمال التي تذكرنا بهذا الشهر، إلا إنها مازالت بداخلنا وعندما تعرض من جديد نشاهدها مثلها مثل أغاني عبدالحليم حافظ وأم كلثوم وكمشاهد أطالب فناني اليوم بأن يفكروا في أعمال فنية في الشهر الكريم داخل هذا الإطار، فالأمر لا يعني فقط حقبة من المسلسلات ولكن أتمني أن أشاهد فوازير بمعناها الحقيقي الذي عرفناه علي يد الفنانة الكبيرة نيللي والفنانة شريهان، أريد أن يخرج علينا شيخ الأزهر ويلقي علينا الخطب الرمضانية ولكن حاليا عندما نجلس أمام التليفزيون نشاهد مسلسلات درامية كثيرة دون راحة وعلي مدار اليوم. وبسؤال النقاد عن أسباب غياب هذه الأعمال: الناقد طارق الشناوي قال: منذ سنوات كانت هناك أعمال لا يمكن الاستغناء عنها وحينها كانت الأقمار الصناعية محدودة في البيوت، وكان الجميع يشاهد التليفزيون المصري ولكن في الوقت الحالي تغيرت كافة الأمور وأصبح الناس يشاهدون الفضائيات ولذلك اختفت هذه الأعمال، ويمكن أن نقول إن هذه أحد الأسباب، وأيضا لأن الفنانين في الوقت الحالي مشغولون أكثر بالأعمال الدرامية فقط، فبعد نهاية موسم وبداية الموسم الجديد ولسرعة التسويق ولجلب شركات الدعاية والإعلان وغيره، ولكن المسئولية الكبيرة تقع علي عاتق التليفزيون المصري لأنه لا يحاول أن يطور من نفسه وسط قوة الفضائيات الموجودة ليلفت انتباه الجمهور وعليه أن يقوم حتي بإعادة عرض هذه المواد الموجودة لديه والتي يحبها الجمهور. الناقدة خيرية البشلاوي قالت: الجميع أصبح حاليا يهتم بالدراما وهذا شيء جيد ولكن هناك أيضا أعمالا يحبها الجمهور ويطلبها دائما تعطيه الإحساس بشهر رمضان مثل الفوازير والرسوم المتحركة القديمة مثل «بوجي وطمطم» وهذا يتوجب علي التليفزيون المصري أن يقوم بإعادة عرض هذه الأعمال لأن صناعها رحلوا ولم يفكر أحد في استكمالها والجمهور يبحث عنها بالإضافة الي أن خريطة الفضائيات ممتلئة للغاية لأنها تبحث عن الربح في المقام الأول، فيجب علي التليفزيون المصري أن يقوم بعرض هذه الأعمال، فهي ستجلب اليه العديد من المشاهدين مع الأعمال الجديدة التي يعرضها ومن الممكن أن تأتي بفكرة لمخرج أو فنان لكي يقوم بعمل مثل هذه النوعية. الناقد نادر عدلي قال: بطبيعة الحال كل شيء تغير، برحيل أجيال الفن القديمة التي طالما بحثت عن أعمال خالدة لها، والأزمة أن فناني اليوم يبحثون عن النجاح بنظرة أخري وهي شركات الدعاية والتسويق ونسب المشاهدة، فالأزمة تتلخص في رحيل صناع الفوازير ومسلسلات الرسوم المتحركة التي تعتبر من أهم الأعمال الرمضانية ويوجد العديد من الفنانين حاولوا الاجتهاد وتقديم أعمال مشابهة ولكنها لم تبق لأنها ليست بنفس الجودة.