تاريخ مصر العظيمة.. ممتلئ بالعبر والدروس المستفادة.. لكل من يفهم ويستوعب وينظر إلى الحقائق نظرة مجردة هدفها تحقيق الصالح العام.. وأن يكون شعب مصر في المقدمة.. كما كان دائما.. وكما سيكون بإذن الله!! وعندما نتذكر ما مرت به مصر من محن تركزت خلال حكم فاسد ومستبد.. لم يكفه.. الجمود.. والركود.. الذي احاط بالبلاد بحجة الاستقرار.. ففقدت مصر الكثير من ريادتها.. حتي ظن البعض ممن لا يعرف طبيعة مصر وشعبها أنه لا أمل في المستقبل. فعندما ساد اليأس.. وكما يقولون بلغت القلوب الحناجر.. أنزل الله الفرج من عنده.. بقيام ثورة «25 يناير 2011» المجيدة التي أضاءت لنا الطريق الى مستقبل واعد.. ومشرق.. أو هكذا ما كان هو المفترض المنتظر.. ولن أخوض الآن في أمور لها مجال آخر في تتبعها. ولكن ما يهم هنا أن سلطة حكم البلاد سقط ثمرة دانية في يد «جماعة الإخوان».. ونظراً لأننا لم نكن نتصور أن هذه الجماعة على هذا القدر من الخداع للشعب.. والكره لمواطن الذين يصفونه بمجرد «حفنة تراب». وفي الواقع.. أدخلوا الغفلة على أعداد من الشعب المصري أعطتهم أصواتها في انتخابات الرئاسة.. ومازالت هناك أمور غامضة في سير تلك الانتخابات ومع ذلك لم يحصل الرئيس الاخواني المعزول إلا على 61٪ فقط!! وبمجرد وصولهم «جماعة الإخوان» إلى سدة الحكم تسللوا في غفلة إلى كل مفاصل الدولة.. وكادوا يتمكنوا من السيطرة عليها تماماً.. وبدأوا في تقسيم «تورتة» الوطن عليهم وعلى أذنابهم ومن يحسبونهم الأهل والعشيرة. وأخذوا يتقدمون خطوة.. خطوة.. نحو هدف مخطط له مسبقاً وهو تفكيك الدولة.. وتقطيع أوصال مصر ومنح حلايب وشلاتين «للسودان».. وجزءا من سيناء «لحماس». والأخطر من ذلك جلب ارهابيي العالم للاستقرار في مصر من مطلقي اللحي.. والذين يباهون ويفخرون بقتل الآخرين والتمثيل بجثتهم.. وأكل أكبادهم.. والعياذ بالله.. ولهم في «هند» آكلة الأكباد.. أسوة حسنة!! لقد كشفت جماعة الإخوان الارهابية نفسها أمام الشعب المصري.. الذي كان فيه.. من يعطفون عليهم.. ومن يتعاطفون معهم لسنوات طويلة.. وبدون أن تتكشف حقيقتهم.. ولذلك عندما اختبروا بسلطة الحكم.. وظهر واقعهم وما يضمرون.. انقلب العطف عليهم إلى كل الحنق والغضب.. والرغبة في الإطاحة بهم.. مهما كلف ذلك من خسائر!! فكانت ثورة «30 يونية 2013» المجيدة.. المنقذة لمصر وشعبها حيث سُجلت في الموسوعات العالمية بأنها أكبر تجمع بشري في التاريخ الانساني..وكان ذلك لانقاذ دولة مصر.. من التفكك والضياع فما يزيد على 30 مليون مواطن مصري خرج ليعلن إسقاط حكم الجماعة.. وبدون رجعة!! والمستغرب حقاً.. أن قيادات الفئة الباغية.. سرعان ما انهارت.. شأنها شأن الجبناء في كل زمان ومكان.. ولم يكن يتصور أن قياداتهم.. هم أول من حاولوا الهروب والفرار.. تاركين.. أتباعهم يواجهون خطايا الكبار وما ارتكبوه من جرائم.. قتل.. وهدم واشعال حرائق. وليت الأمر توقف على ذلك.. بل لجأوا إلى الدول التي تآمرت على مصر.. واتبعوا كل أساليب الخيانة والغدر والاستقواء بدول الخارج.. ضد وطنهم!! الكلمة الأخيرة تأسياً بالقول: «رب ضارة نافعة».. فلابد أن نستفيد من التجربة المريرة.. التي مررنا بها في حكم جماعة «الإخوان» الارهابية والتي كادت توردنا موارد التهلكة. ولا نسمح بعد ذلك.. لأي من الذين يتسربلون برداء الدين.. بأن يخدعنا.. لينزل بنا الضرر لمصلحة مؤامرات لدول خارجية.. ويبيعون الأوطان بأبخس الأثمان!! عظيمة يا مصر