التسريبات لم تتوقف على الثانوية العامة فقط، وإنما انتقلت العدوي إلى سوق المال، ولكن بسيناريو مختلف يهدد بضرب البورصة، مفاجآت مثيرة شهدتها صفقة تحالف نجيب ساويرس وعلاء سبع، رئيس شركة بلتون القابضة للاستحواذ على حصة «هيرميس» خلال الساعات القليلة الماضية. المفاجآت تتمثل في تسريبات حول الصفقة، البعض يتهم فيها شركة مصر للمقاصة بأنها مصدر التسريب وآخرون شركات سمسرة، وثالثة تتهم فيها شركة «هيرميس» نفسها، هذه التسريبات عبارة عن مشتريات قام بها أحد أعضاء مجلس ادارة بلتون باسمه ومجموعة أخرى لها علاقات مرتبطة بالشركة وذلك قبل الاعلان عن الصفقة بفترات زمنية مختلفة، ووصل ما تم شراؤه أكثر من 255 ألف سهم في «هيرميس» ومنها نحو 99 ألف سهم للعضو نفسه. «الوفد» حصلت على نسخة من التسريبات وواجهت بها مصادر رقابية التي أكدت أن الرقابة المالية تسلمت من البورصة منذ اليوم الأول لإعلان صفقة شراء حصة من أسهم «هيرميس» تقريراً مفصلاً عن الوقائع وحركة التعاملات على اسهم شركة «هيرميس». وأوضحت المصادر أن الرقابة المالية ستقوم باستدعاء عضو مجلس الادارة للتحقيق معه، والشركات الخاصة بإدارة المحافظ التي قامت بالشراء، على أن يتم فحص الأوراق المالية في هذه المحافظ، ومتوسط الكميات المشتراة من كل ورقة، خلال فترات محددة، ومقارنتها بالكمية المشتراة على أسهم «هيرميس» وحال تبين أن الأسهم المشتراة في «هيرميس» بالمحفظة أعلى من باقي الأسهم وتتعارض مع القانون، سيتم اتخاذ الاجراءات القانونية والعقوبة المالية التي قد تتراوح بين 10 ملايين و20 مليون جنيه غرامة. أضافت المصادر أن اشخاصاً على علاقة بعضو آخر وسابق في مجلس ادارة بلتون قاموا بالشراء أيضاً بعمليات شراء قبل العرض، كميات أخرى من أسهم هيرميس قبل الاعلان مباشرة في اليوم التالي عن عرض الشراء ألغت البورصة كل العمليات التي تمت على هيرميس في الجلسة السابقة. كما أشارت المصادر الى أنه ستتم مراجعة تاريخية على حركة تعاملات هذا العضو وشركة المحافظ المشتراة، وهل سبق لها شراء أسهم في هيرميس من عدمه مع مراعاة الكميات المشتراة. وأوضحت المصادر أنه تبين من خلال المراجعات وجود مؤسسة اجنبية قامت بالشراء بكثافة في سهم هيرميس وهذه المؤسسة لم تقم بالشراء في السوق المصري منذ قرابة العام، وتم تحرير مذكرة بذلك من البورصة وأحالتها الي الرقابة المالية تمهيداً لتحريك دعوى قضائية ضد المؤسسة. هذه التسريبات قد تهدد سوق المال ومؤشرات البورصة، وكأنه بات أمراً عادياً أن تثير «هيرميس» مع كل عام ضجة مفتعلة في السوق، وتداعياتها بحدوث ارتباك في السوق، كما أن البعض يعتبرون الصفقة «شو اعلامي وذوبعة في فنجان» خاصة أن «هيرميس» تعتبر شركة «بلتون» شركة منافسة وأقل منها في الحجم بالمقارنة بهيرميس، وهذا على عكس ما يراه مجلس ادارة بلتون الذين يعتبرون أنفسهم أكبر بنك استثماري في المنطقة ولديهم سيولة نقدية تفوق سيولة «هيرميس» بكثير. كانت الرقابة المالية قد أعلنت أن شركة «نيو ايجيبت انفستمنت فاند بي. في» الهولندية التابعة لرجل الأعمال نجيب ساويرس ترغب في الاستحواذ على 17.82٪ من أسهم هيرميس بينما تعرض بلتون المالية شراء 1.09 بالمائة وبلتون كابيتال القابضة 1.09٪ وبسعر 16 جنيها للسهم. وقال محللون ماليون إن ما يحدث بين هيرميس وبلتون هو حرب تكسير عظام ليس في مصلحة السوق وضحاياه صغار المستثمرين. وكانت «الوفد» قد نشرت الأسبوع ما قامت به البورصة من كشف تلاعبات ومخالفات شهدها السهم.