أكد الخبير الأمريكي سيباستيان جوركا، في تحليل نشره موقع "بريتبارت" الإخباري, أن "قوة داعش نمت خلال السنوات الثلاث الماضية، لدرجة أنها تفوقت على تنظيم القاعدة الأم"، مضيفاً أن "جزءاً من نمو داعش يرجع إلى الإجراءات والقرارات السياسية التي اتخذتها الإدارة الأمريكية الحالية". ويوضح جوركا، أن الرئيس الامريكى باراك أوباما الذي أقام حملته الانتخابية الرئاسية على أساس أن أفغانستان تمثل "الحرب الصالحة" التي خاضتها الولاياتالمتحدة، بينما تمثل العراق "الحرب السيئة"، فإن الرئيس أغلق إدارته سياسياً على هذا المسار، معتبراً أن المصالح الأمنية الأمريكية قصيرة المدى تغيرت، متمسكاً بهذه الرواية التي اعتبر أنها ساعدته على الفوز بالمنصب. وبحسب تحليل جوركا، فإن اتخاذ هذا المسار يعني أن التواجد الأمريكي في العراق كان يجب أن ينتهي بأي ثمن، وبالتالي فإن الإدارة كانت مستعدة لسحب جميع قوات الولاياتالمتحدة عام 2011، دون توقيع اتفاقية أمنية مع بغداد، من شأنها ترك قوات أمريكية كافية، لقمع وردع العنف ضد نظام المالكي، والحفاظ على البلاد التي قتل فيها نحو 4 آلاف أمريكي أثناء الحرب على صدام حسين. وأضاف الكاتب أن فرانك جافني، قضى سنوات عديدة في "المركز الوطني للسياسات الأمنية"، يوثق تغلغل الإخوان المسلمين في الحكومة الأمريكية، والعلاقات التي تربط الإخوان بالشخصيات الرئيسة ضمن إدارة أوباما، مثل مستشارة هيلاري كلينتون، هوما عابدين، ومستشار الرئيس الأمريكي للأمن الداخلي محمد الإبياري. وتوقف التقرير إلى تغريدة للإبياري عبر تويتر قال فيها "إن دولة الخلافة الإسلامية قادمة لا محال"، مطالباً الإدارة الأمريكية باحتواء هذه الدولة لجعلها مثل الاتحاد الأوروبي. وفي عام 2011، قام إيتمار ماركوس ونان جاك، بترجمة كتاب للمرشد الخامس لجماعة الإخوان المسلمين المصرية، مصطفى مشهور، لتسليط الضوء على وجهات النظر المصرية لجماعة الإخوان نفسها، ومهمتها لتحقيق إنشاء الخلافة العالمية. ويشكل كتاب "الجهاد هو الطريق"، جزءاً من 5 مجلدات، تشكل "قوانين الدعوة" كتبها مشهور، الذي ترأس جماعة الإخوان في مصر بين عامي 1996-2002. ويذهب الكتاب إلى بعض التفاصيل حول أهداف الإخوان، من المضي قدماً في الغزو العالمي للإسلام، وإعادة الخلافة الإسلامية والواجبات العامة والخاصة من "الجهاد". كما وثق جورجا وجافني، أعمال وكلاء الإخوان المسلمين في الحكومة الأمريكية، من أصحاب النفوذ مثل محمد الإبياري، الذين يزعمون أنهم يمثلون المجتمعات الإسلامية في الولاياتالمتحدة، والذين طالبوا البيت الأبيض بفرض رقابة على جميع مواد التدريب والمدربين لمكافحة الإرهاب، بادعائهم أنها تتعارض مع إسلام. ويقول جوركا: "كحكومة، أعمينا أنفسنا إلى حد أصبح من المستحيل عملياً، على الخبراء في الأمن القومي، فهم ما يجري في الشرق الأوسط، وما يدفع جماعات مثل داعش أو القاعدة إلى التمرد دون دفع ثمن كبير لذلك، لأن سياستنا كانت خاطئة منذ البداية". ويختم الكاتب بالقول: "إذا كانت الخلافة لا مفر منها، فإن سبب ذلك السماح بتغلغل الإسلاميين إلى إدارة البيت الأبيض، عبر تقيّد أوباما بأجندة مثيرة للسخرية وساذجة وحمقاء، ما سمح للإخوان المسلمين وداعش بالوصول إلى أبعد مدى".