بعد أيام من خوض "مونديال الانتخابات"، والانتهاء من الاستحقاق الثاني لخارطة المستقبل، ب"تتويج" عبدالفتاح السيسي في انتخابات الرئاسة، سيكون المصريون على موعد مع "هوس التشجيع وجنون المتعة وفك الشيفرة"، ولكن في "مونديال" آخر! الجميع يتحفز ويترقب انطلاق منافسات كأس العالم 2014 في البرازيل؛ بعد أيام معدودات؛ حيث سيتوحد المجتمع بكافة انتماءاته وميوله وتوجهاته وأعماره، نحو "قِبلة" واحدة، باتجاه أمريكا الجنوبية، حيث الساحرة المستديرة وفنون كرة القدم العالمية. الرياضة عمومًا؛ وكرة القدم تحديدًا؛ أصبحت تمثل خطوط "الهجوم والوسط والدفاع"، لأهل السياسة والاقتصاد والإعلام، للوصول إلى "مرمى" الشباب، الذين يمثلون الشريحة الأكبر من تعداد السكان، بعد أن باتت مصدر دخل استثنائيًا عند الكثيرين، لا يأتي إلا مرة واحدة كل أربع سنوات. على رغم عدم مشاركة منتخبنا الوطني في هذا العُرس العالمي، إلا أن الملايين من مشجعي كرة القدم، حاضرون بقوة، في "المنازل والمقاهي والمطاعم والكافيهات"، ما بين مؤيد للبرازيل أو مشجع للأرجنتين أو متحمس للألمان والإيطاليين والإسبان، أو داعم للمنتخب العربي الوحيد المشارك في البطولة. نعلم أن لعبة كرة القدم، تسرق الأنظار والاهتمام "داخل وخارج الملعب"، ولذلك سنجد أن شركات الإعلانات لن تلجأ إلى خبير استراتيجي أو كاتب سياسي أو محلل اقتصادي للترويج لمنتجاتها، بل إلى مشاهير العالم "رونالدو وميسي" وغيرهما، الذين يتألقون في إعلانات المشروبات الغازية والوجبات السريعة، لأن تأثيرهم يظل أكبر وأعمق من كافة الرؤساء والزعماء. في المونديال يحدث كل شيء، ولذلك ليس بمستغرب أن نجد "ضربات جزاء تشجيعية" ناجمة عن "الهوس، الجنون، الحماس، الإثارة، المتعة، الفرح، الحزن".. وهذا هو حال عشق كرة القدم، التي لا تعرف الحدود أو الجغرافيا أو التاريخ أو الدين والمعتقد، أو حتى الأيديولوجيا السياسية. أجواء كأس العالم دائمًا ما تكون مشحونة بحماس التشجيع، مفعمة بالإثارة والترقب، بانتظار البحث عن حلول لإيجاد وسيلة ملائمة لمتابعة المباريات، التي أصبحت قاعدتها الأساسية "ادفع لتشاهد"، خاصة وأن على مَن يرغب في المشاهدة أن يدفع ما يعادل 300 دولار "2200 جنيه"، وهو الأمر الذي استدعى الكثيرين للجوء إلى أجهزة بديلة أو مصنعة محليًا تؤدي نفس الغرض! لا حديث في مصر الآن سوى عن التشفير وفك شيفرة القنوات الناقلة حصريًا للمونديال.. وفي رحلة البحث عن الحلول، يقصد كثير من الباحثين عن متابعة المباريات، عدد من المحال والفنيين أو المتخصصين في الإلكترونيات، الذين أخذوا على عاتقهم مسؤولية فك طلاسم أعتى شيفرات القنوات الرياضية بشكل خاص. إن متابعة البطولة أصبح أمرًا مرهقًا ماديًا، ما يستدعي الكثيرين لدخول عالم الرقميات والتشفير من خلال الإنترنت، أو اللجوء إلى القرصنة الإلكترونية كحل استثنائي يفرض نفسه، وهذا ما لا نؤيده على الإطلاق.. ولكن كيف يتابع "الفقراء" المونديال والأقمار الاصطناعية "مشفرة حصريًا"؟!