كل عام وأنتم بخير.. أيام قلائل ويهل علينا شهر رمضان المعظم، ومع اقتراب هلال شهر الصوم بدأت أسعار اللحوم في الارتفاع من جديد، ولم تفلح تصريحات وزارة التضامن عن ضخ كميات إضافية من اللحوم لمواجهة اشتعال أسعارها في وقف هذا الزحف الخطير نحو الارتفاع الجنوني. حيث قفزت أسعار اللحوم بمعدلات كبيرة ووصل سعر كيلو الضأن إلى 65 جنيها في محلات الجزارة، أما "معارض اللحوم" التي لا يقربها إلا الأثرياء فقد قفز سعره إلى 80 جنيها وكأن الخروف يأكل الجاتوه قبل ذبحه. ويُرجع الكثيرون أسباب هذا الارتفاع إلى غلاء ثمن الأعلاف التي تستخدم في تسمين البهائم، وعلى ما يبدو فإن هذا الدافع كان وراء قيام مربي الأغنام ،في كثير من أنحاء الجمهورية، للجوء إلى مقالب "الزبالة" لتقديم وجبة شهية للخراف، وذلك للاستعاضة عن شراء غذاء سليم لهذه الحيوانات بدون التفكير في مصيرها أو مصير من يأكلها. ففي حي الخصوص، بمحافظة القليوبية يستطيع القاصي والداني التأكد من هذه المعلومة دون أي عناء، فالأمر لا يتطلب سوى المرور قرب أي مقلب للقمامة أو أرض بور، وستكون بانتظاره مفاجأة من العيار "اللذيذ".. أن أغنام اليوم تأكل قمامة الأمس. وسجلت عدسة "بوابة الوفد" صورا تعبر عن هذه الجريمة البشعة التي تنقل الأمراض للحيوانات فتقوم بدورها بإصابة من يتناول لحومها بالأوبئة الفتاكة التي تظهر أعراضها بعد فترة. الغريب بل المشين في الأمر أن أوكار الجراثيم هذه ليست في أماكن خافية أو مخبأة عن عيون المسئولين، بل إن أحدها يقع على بعد مئات الأمتار من الوحدة المحلية لمدينة الخصوص، وقد بح صوت الأهالي بالشكوى لعلهم يجدون من يرحمهم ويوقف هذه الكارثة الصحية لكن ومن كل أسف لم يجدوا من يسمع نداءهم. وتشير الدراسات العلمية إلى أن لحوم وألبان الماشية التي تتغذى على الفضلات تحمل أمراضا وفيروسات خطيرة قد تتسبب في الإصابة بالأورام في مرحلة لاحقة إذا لم تتمكن الأمعاء من التعامل معها بصورة جيدة، كما أنها تحمل بين أنسجتها ميكروبات وديدان دقيقة جدا تتحول عند تخمرها بالمعدة إلى أمراض تدمر المعدة والقولون. ويقدم الخبراء نصيحة مهمة لمن يشتري رؤوس الأبقار والماشية حيث يتوجب تغذية هذه الحيوانات بمعرفة مشتريها لمدة لا تقل عن 40 يوما حتى يتم تنقية أنسجتها مما يعلق بها من ميكروبات أو فيروسات ولتكوين أنسجة سليمة خالية من الأمراض، أما الألبان فيجب غليها لمدة لا تقل عن 15 دقيقة قبل تناولها.. وبالهنا والشفا.