يستمر ميدان التحرير نجماً بازغاً في سماء الثورة حفرت بجدرانه حكايات شعب تاق للحرية على مدار عقود طويلة.. فأعلن العصيان على العبودية وقرر أن يستظل بربوعه حتى التغيير. اليوم، وبعد الإطاحة بنظامين أخلا بعهودهما تجاه المصريين، خرج الشعب ليختار رئيسه الثانى بعد الثورة، خرج ليحتفل بغد يلمسونه بداية لأمن وأمان ضلا الطريق منذ ثلاث سنوات. بعد أن قالت الصناديق الانتخابية "نعم" للسيسي رئيساً لمصر قرر الشعب النزول لميدان الثورة استكمالاً لمسيرة تسجيل تاريخ غنى بالتفاصيل، ليحكى للوطن مسيرة كفاح وعصيان انتهت بانتصار. فقد تحول ميدان التحرير إلى رمز للثورة المصرية التي أطاحت بنظامي حسني مبارك ومحمد مرسي، وانطلقت ثورة الشباب المصرية المباركة التي ولدت من رحم العالم "الفيسبوكى"، الثورة التي أقامت قلعة في وجه أكبر الأنظمة البوليسية القمعية في العالم العربي. في الخامس والعشرين من يناير لم يصل الثوار إلى ميدان التحرير فحسب وإنما سقطت القاهرة كلها بين أيديهم بعفوية وتلقائية غير مخططة اعتمدت على الزخم الشعبي المهول الذي لم يتوقعه النظام. ملايين خرجوا بلا سلاح، اعتصموا بميدان محصن، اختلق النظام المصري العديد من الأكاذيب والحيل الدرامية لاختراقه بالأمن والشرطة والقتلة والخيول والجمال، ولكنه لم يستسلم فقد تحرروا من الخوف والاستبداد والفساد. ومن بعدها انطلقت مليونيات الشعب للسخط على تراكمات الفساد الذي تركها النظام المستبد، مليونية تلو الأخرى تعلن عن الغضب الشعبي الكامن في نفوس المصريين، ويتحول يوم العطلة والراحة إلى يوم الثأر من أنظمه استبدت بطغيانها فأطاح بها في النهاية. ثم استكان المصريون أخيراً، فانتخاب أول رئيس بعد ثورة يناير لم يكن بالأمر الهين على المصريين، ولكن للأسف اكتشف الشعب انتخابه لجماعة أكملها لتجلس على كرسي الحكم، ليتم طرح التساؤل الأهم "منذ متى يتسع كرسى لأكثر من فرد؟". بعد عامين من رحيل أعتى نظام قمعي.. خرج الشعب مجدداً لبؤرة الميدان ليعلن العصيان على جماعة استبد بها الظلم حتى كفروا معارضيهم، رافعين الراية السوداء لرئيس جعل جماعته فوق رؤوس الرعية، لتندلع الثورة الثانية وتكتب نهاية نظام. اليوم تكتب حلقة جديدة من مسلسل ميدان التحرير، فمن الثورة والغضب إلى الفرحة الخادعة، ومن صرخة اليأس إلى فرحه الاحتفال التى أعلنها ميدان التحرير اليوم، فاليوم يحتفل الميدان بنجاح المرشح الرئاسي عبدالفتاح السيسي تبعاً للنتائج الأولية التى أعلنتها لجان الفرز في الساعات الأولى من صباح اليوم، ليشرق يوم جديد بدأه الشعب بابتسامة ظفر، رافعين علامة النصر