خلال ساعات سوف تعلن اللجنة العليا للانتخابات نتائج الانتخابات الرئاسية.. من المتوقع فوز المرشح الرئاسى عبد الفتاح السيسى بمنصب الرئيس.. كل المؤشرت فى اليوم الأول لعملية التصويت، وبدايات اليوم الثانى أمس، تدل على فوز السيسى، ولكن الخلاف الدائر حول التوقعات،يدور حول نسبة الفارق بينه وبين المرشح المنافس حمدين صباحى!! لقد أيدنا عبدالفتاح السيسى أملًا فى درء مخاطر حالية، وتحقيق آمال مستقبلية.الجميع اتفق على أنه رجل اللحظة الراهنة، حتى الشباب الذى قاطع الانتخابات، يعرف أنه قائد المرحلة،ولكن الخلاف الذى دار بين الجميع، مؤيد للسيسى أو مختلف معه، هى رؤيته للديمقراطية خلال المرحلة القادمة!! نعم.. يوجد قلق بين قطاع كبير من المصريين،المفاجأة أن معظمهم ممن منحوه أصواتهم!! مصدر القلق هو عدم وجود تصور واضح للرجل حول مفهوم الديمقراطية فى ذهنه، فجميعنا يعلم أنه قادر بعون الله على حماية الوطن من المخاطر الدولية والإقليمية التى تحيط به، وأنه سيعمل ليل نهار حتى يتم تنفيذ خطط عاجلة لإنقاذ الاقتصاد الذى قارب على الانهيار بسبب تداعيات الفوضى التى شهدناها عقب ثورة يناير،والفشل الإدارى الذى صاحب مرحلة الإخوان،ثم هروب الاستثمارات نهائيًا بعد هجمة الإرهاب المدعوم من الجماعة!! هناك أيضًا تخوف مشروع،من غالبية المصريين،الذين شاهدوا رموز الحزب الوطنى المنحل،وهم يسيطرون على معظم حملات دعم المرشح الرئاسى عبدالفتاح السيسى، الأمر الذى جعل معظم الأحزاب المؤيدة للرجل،تنفصل عن حملته الرسمية فى المحافظات،رفضًا للعودة إلى ما قبل 25 يناير، مثلما ترفض الرجوع لما يسبق 30 يونية، والرفض الواضح لوجود رموز الوطنى فى الحملة لم يكن يعنى رفضًا للسيسى، ولكنه كان جرس إنذار للرئيس القادم، حتى يدرك حجم الرفض السياسى والشعبى والحزبى، لرموز عصر مبارك،ولكن حرص هذه الأحزاب على نجاح حملة الرئيس المنتظر، جعلها تكتفى بالانفصال عن الحملة، ومساندة السيسى لاعتبارات تتعلق بالمصلحة الوطنية!! كاتب هذه السطور أيضًا، لم يقم، رغم كل الملاحظات، بالهجوم على الحملة بسبب هذا التدخل الواضح من رموز الوطنى فى كل المحافظات، وقيادتهم لحملة رجل لايحتاج إليهم ليفوز، ولكنهم فى حاجة إليه لكى يعودوا إلى الحياة السياسية، عبر اسم أخضر ونظيف وله شعبية جارفة!! صحيح التيار المدنى الديمقراطى، شريك فى المسئولية بسبب ابتعاده عن العمل الشعبى الخدمى واكتفائه بالعمل الجماهيرى السياسى، فى بلد يعانى غالبية شعبه من الفقر، وكان يمكن له التوحد حتى بفرض وجهة نظره ولكن هذه الأمنية لم تحدث عقب ثورة يناير، فعبر الإخوان إلى البرلمان وقصر الرئاسة، ولم تتحق الأمنية أيضًا عقب ثورة يونية فعاد الحزب الوطنى القديم إلى المشهد!! قلنا للتيار المدنى الديمقراطى توحد،واعمل، وقم بخوض غمار السياسة، دون أن تتهم زملاءك بانهم خانوا الثورة، ولم يسمعنا أحد، فوقفت الثورة محلك سر، فابتعد الناس البسطاء ولم يساندوا مرشحًا ينتمى لهذا التيار خلال عمليتين للانتخابات الرئاسية عبر عامين فقط،!!الناس فى حاجة إلى الاستقرار والطعام والأمن، وفى المقابل نحن لم نتوحد لنفرض رؤانا لتحقيق هذه المطالب، ولذلك اصبحنا خارج الحسابات!! لقد قضى حسنى مبارك على القوى التى كانت ستؤدى بنا إلى الدولة «الديمقراطية المدنية» التى يكون منهجها، ترسيخ فكرة المواطنة، على كل المستويات، سياسيًا، واقتصاديا، ودينيًا، واجتماعيًا!! صحيح أن شباب الثورة، الذين أشعلوا،هذا البركان الهادر ضد مبارك، ينتمون، إلى فكر مدنى ليبرالى فى معظمه،وكانوا يرفعون شعارات، نادت بها القوى المدنية، عبر سنوات طوال، ورغم أن هذه الشعارات، هى التى بدأت بها الثورة، وكانت تمثل نموذجًا لأهداف الثوار، إلا أن النهاية، تبدو مختلفة عن البداية، تمامًا، فقد توارى الثوار، الذين لا ينتمون، لمؤسسات سياسية، مدنية،ولكنهم، فى نفس الوقت يرفعون شعاراتها، الليبرالية، المدنية، وتصدر المشهد، القوى غير المدنية!! نعود لموضوعنا.. الديمقراطية ليست ترفًا كما يحاول البعض تصوير الأمر، بل هى ضرورة حتى تظل الدولة شابة وعفية وقادرة على العمل والانتصار.. هاتوا لنا نموذجًا لدولة ناجحة تمارس الاستبداد، لن تجد بلدًا تمارس السلطة فيه القهر السياسى على ابنائها، وفى نفس الوقت تنفتح على العالم!! لن تجد الاستبداد إلا فى البلاد الفاشلة التى لا تعرف الاتصال، والتكنولوجيا والإنترنت، وإذا أراد الرئيس المنتظر عبدالفتاح السيسى مشاركة، الشباب، القوة الإنتاجية الأكبر، فى عملية بناء الوطن،لايجب أن يشاهدوا رموزًا فسدت فى الماضى تتصدر المشهد فى المستقبل، لأن هذه الصورة تمنح شعورًا تلقائيًا بالإحباط وغياب الأمل،وعدم الرغبة فى التضحية، ولا العمل،ولاحتى الحياة!! يجب أن يجيب الرئيس المنتظر عبد الفتاح السيسى عن سؤال مشروع حول رؤيته للديمقراطية وتداول السلطة فى مصر خلال فترة رئاسته الأولى حتى تطمئن قلوبنا. الكرة الآن فى ملعب الرئيس عبد الفتاح السيسى، وجماهير مصر فى انتظار هدفه الأول!!