ثقتي مطلقة في أن شعب مصر.. «هيكمل المشوار»! فهذا الشعب الذي ضرب أكبر مثل علي الخروج لإسقاط الإرهاب والمفسدين هو- أيضاً- قادر علي أن يقول للعالم: لن نتوقف حتي نكمل مشوار العبور الثاني والكبير، نحو الغد.. نحو المستقبل.. يعني إيه.. وماذا أقصد بالعبور الثاني. ضرب شعب مصر مثلاً رائعاً.. عندما سخر كل امكانياته وراء قيادته أيام الرئيس السادات، لكي يعبر المانع النفسي، ويمزق واحداً كان يفخر بأنه أحد الجيوش القوية في العالم.. ثم يعبر الشعب ممثلاً في جيشه، ليحرر سيناء وحدث هذا في أعقاب هزيمة لم يعرفها شعب آخر في التاريخ.. أقصد هزيمة 1967. وهذا الشعب الذي انتفض وخرج أكثر من 32 مليوناً منه إلي كل ميادين مصر.. لن يتوقف عند مجرد إسقاط نظامين وعزل رئيسين.. بل سوف يواصل انتفاضته.. ويكمل المشوار. أقصد أن شعباً يخرج يوم 30 يونية بكل هذه الملايين.. لن يتوقف في منتصف الطريق.. بل سيعلن للعالم انه يرفض إرهاب المتأسلمين ويحسن اختيار رئيسه الجديد، الذي يضع عيونه علي نظام جديد ينطلق بهذا الشعب إلي نهضة شاملة. من هنا أثق في أن الشعب بدأ أمس- ويواصل اليوم- مشوار إنقاذ الوطن. وهذا يجعلني أتحدث عن نسبة تصويت تتجاوز 75٪ ممن لهم حق التصويت. ولن أقنع بنسبة 50٪ التي يراها البعض.. أقول ذلك لأننا لسنا أقل من شعب الهند الذي تتجاوز نسبة المصوتين في انتخاباته 70٪.. أقول ذلك لأنني لن أنسي مقولة المهاتما غاندي زعيم الهند العظيم الذي قال انه تعلم من شعب مصر ومن زعيمه الراحل سعد زغلول خلال ثورته عام 1919.. فكيف نكون أقل من الهند.. بل أقولها إن شعوباً أخري في آسيا.. وفي إفريقيا.. وفي أمريكا اللاتينية تخرج للتصويت بنسب عالية بينما مصر عرفت النظم البرلمانية قبل هذه الدول بكثير.. إذ عرفنا أول برلمان حديث أيام الخديو إسماعيل عام 1866. وأتوقع من شعب مصر «أن يفعلها» مرة أخري.. ويخرج بأغلبية كاسحة ليعبر عن رأيه.. وأن يختار رئيسه، بل نظامه القادم كله.. ولن أقبل نسبة الخمسين بالمائة أبداً. لكي يعطي تفويضاً جديداً للرئيس القادم حتي نبطل دعاوات الإرهابيين. لقد قالوا إن رئيسهم جاء عبر صناديق الانتخابات، وبالتالي، فهو الرئيس الشرعي.. وإذا كان خروج الشعب يوم 30 يونية رفضاً لهذا الرئيس ونظامه.. فإنه- أمس واليوم- يرد بإسقاط هذه الشرعية- التي خدعنا بها- بشرعية جديدة.. أكبر وأكثر مما حصلوا علي أصوات في تلك الانتخابات التي «عصر الشعب» علي نفسه كل ليمون مصر.. ليجربهم.. ولما اكتشف الشعب خديعتهم.. أسقطوهم. إذن.. شعب مصر يرد بشرعية أكبر.. أكبر عدداً.. وأكبر وعياً.. وأكبر إرادة.. والشعب هنا يقول للعالم: نعم حصل د.مرسي علي كرسي الحكم بأصوات عددها كذا.. ولكننا هنا «نصوب» ما حدث في انتخابات 2012.. بانتخابات أكثر وعياً عام 2014 أي بشرعية أكبر.. وهذا يعلل لنا لماذا تزداد مقاومة النظام الذي أسقطه الشعب في 3/7 لمحاولة تصحيح حال مصر.. ومستقبلها. بالشرعية- نعم- جلسوا علي مقاعد الحكم.. وبشرعية أكبر وأكثر وعياً انتخبنا رئيساً جديداً.. لن ننخدع فيه هذه المرة. وثقتي بلا حدود في كل فئات الشعب: العواجيز الذين ذهبوا مبكرين لأنهم يريدون الاطمئنان علي مستقبل أولادهم وأحفادهم.. وربما يدفعون ضريبة انهم- أو بعضهم- أعطوا صوتهم لمن خدعوهم.. ولهذا هم أمس- واليوم- أكثر حرصاً علي.. التصويت. والسيدات.. ولقد شدني للغاية موقف المرأة المصرية.. بل اني أراها أكثر حرصاً علي التصويت.. فهي الأم والزوجة.. العمة والخالة.. وهي التي تتولي تربية أولادها وعلاجهم.. وهي من تحمل عبء طعامهم.. لهذا أصفق للمرأة المصرية التي أراها- أسبق الكل- في طوابير التصويت.. ولهذا تصنع المرأة المصرية مستقبل أولادها.. أماً تبحث عن وظيفة أو عمل لولدها أو ابنتها.. وعن علاج- في مستشفي أميري عام- لا يحملها حتي لفة الشاش! والشباب.. وأتمني ألا يقاطع أحدهم الصناديق.. رفضاً لمرشح.. أو زهداً في آخر.. أو اعتقاداً بأن أحد المرشحين سوف يفوز باكتساح.. واعترف ان شباب مصر هم أكثر المظلومين.. ولذلك عليهم أن يخرجوا ويختاروا. وهم هنا يختارون طريقهم ومستقبلهم.. وليس يختارون مرشحاً. ثقتي كبيرة في شعب مصر.. أن يواصل صنع المعجزة.. لا لينهي أياماً سوداء عشناها تحت فكر متحجر.. ولكن لنبدأ الانطلاق نحو غد أفضل. تعالوا جميعاً- بأصواتنا جميعاً- نصنع مصر.. الجديدة.