عندما تغيب القيم والأخلاق والمبادئ فكل شىء يصبح متاحاً.. ويكون للشيطان وللنفس الأمارة بالسوء دورهما فى ارتكاب المعاصى وفعل المنكرات والمضى فى طريق مظلم محرم، يكون نهايته سيئة ومدمرة، ولا تترك أثراً فقط لمرتكبيها، بل أيضاً لأسرهم وعائلاتهم. توك توك.. وأسلحة آلية.. وألف جنيه... كانت ثمن قتل زوج كل ذنبه أنه أحب زوجته وتفانى فى خدمتها هى وبناتها. بدأت القصة فى حى من الأحياء الشعبية وبالتحديد فى البدرشين، فقبل 8 سنوات عندما تزوج رجب من جارته الحسناء سمية.. عاش معها فى هدوء واستقرار داخل شقة متواضعة عبارة عن حجرة وصالة ومطبخ وحمام بمنطقة البدرشين بالجيزة، ورزقهما الله بطفلتين رقيقتين عاشا فى أول سنوات زواجهما حياة هادئة وخالية من أى مشاكل يحلمان بأن تكتمل حياتهما بهدوء وسكينة.. ومنذ سنتين تقريباً عرفت الخلافات والمشاكل طريقها للبيت المستقر وتكررت المشادات والمشاجرات بين الزوجين، بسبب الفقر وضيق ذات اليد، بعد أن عجز الزوج عن تلبية احتياجات أسرته الضرورية وحاول أن يبحث عن فرصة عمل أخرى، لكنه فشل وازدادت المشاكل وتباعد الزوجان فيما بينهما. ذات يوم فوجئت الزوجة بجارها الشاب محمد يلقى على مسامعها عبارات الغزل والإشادة بجمالها وقوامها.. صدته ونهرته.. لم ييأس وازداد إصراراً على مطاردتها.. بدأت تتجاوب معه.. بعد فترة قصيرة، وقعت معه فى المحظور، واعتادا مقابلة بعضهما فى منزل الزوجية بعد خروج الزوج إلى عمله. لكن الرياح تأتى بما لا تشتهى السفن، فبعد فترة اكتشف الزوج تلك العلاقة الآثمة، وتشاجر مع عشيق زوجته وانتهى الموقف بطرد العشيق من المنطقة. وقع العشيقان فى حيرة من أمرهما، وراحا يتساءلان عن كيفية الخروج من هذا المأزق.. فالحب يجمع بينهما وطريق الشيطان وأصبحا لا يستطيعان الاستغناء عن بعضهما اقترح القاتل على الزوجة أن يتخلصا من الزوج، لأنه العائق الوحيد فى استمرار علاقتهما الآثمة.. وبدلاً من أن تحاول الزوجة منع عشيقها من التفكير فى التخلص من زوجها رأفة ببناتها اللتين فى أمس الحاجة إليه اقتنعت بالفكرة بل بدأت فى التفكير معه فى طريقة التخلص من زوجها بشرط ألا يكتشف أحد أمرهما. ومنذ عشرة أيام اختمرت فكرة قتل الزوج داخل عقل العشيق، حيث اتفق مع حبيبته على استئجار سائقى توك توك مقابل 500 جنيه لكل منهما، حتى يتمكن من إطلاق النيران عليه ويفرا هاربين بالتوك توك.. ثم قام العشيق باستئجار سلاح آلى بمبلغ 150 جنيهاً فى اليوم الواحد وأعطى لشركائه كل منهما سلاحاً، وفى يوم الحادث قامت الزوجة بإعطاء عشيقها خط سير زوجها حتى يتمكنا من قتله والهرب بسهولة. وبالفعل قاما بإطلاق وابل من النيران أثناء توقفه أمام أحد المحال التجارية الخاصة بأحد أقاربه بالبدرشين. تمكن العميد عبدالحميد أبوموسى، مفتش مباحث جنوبالجيزة، والمقدم محمد غالب، رئيس مباحث مركز البدرشين، من ضبط الزوجة وعشيقها وسائقى التوك توك. وفى تحقيقات النيابة اعترف المتهم تفصيلياً بجريمته، وأعلن استعداده لتمثيل ما حدث وتسجيله بالفيديو، وهو ما تم بالفعل فى حضور النيابة وأكد أن الزوجة شريكة له فى الجريمة. وبسؤال الزوجة... أجابت وهى تغالب دموعها منه لله محمد لعب فى دماغى وأقنعنى بأننا هنعيش حياة.... الشيطان زين لى حياتى الجديدة، وفى النهاية لاقيت نفسى متهمة بقتل أبو بناتى وحبل المشنقة فوق رأسى... ثم انخرطت فى بكاء مرير ولم تستطع مواصلة الحديث. وبسؤال «محمد» قال حبى لها دمر حياتى.. لم أتخيل أن يكون مصيرى فى النهاية السجن، ولو كان الأمر بيدى ولو عادت بى الأيام لكنت تركتها فى حالها ولم أقترب منها.