قالت صحيفة "الواشنطن بوست" الأمريكية إن قرار المشير عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع السابق والمرشح الرئاسي بقطع العلاقات مع قطر يمكن أن يكون له تأثير عكسي، خاصة في حالة نجاحه المتوقع في انتخابات رئاسة الجمهورية المقرر لها يومي الاثنين والثلاثاء القادمين. وأشارت الصحيفة في تقرير نشرته اليوم الخميس إلى أن قطر كانت داعماً رئيسياً للرئيس المعزول محمد مرسي وجماعة الإخوان المسلمين في مصر بعد وصولهم إلى السلطة، وذلك من أجل تدعيم نفوذها في منطقة الشرق الأوسط. وأضافت بقولها "اعتمدت مصر بشكل كبير على امدادات الغاز الطبيعي، الذي كانت توفره قطر الدولة الغنية بالغاز الصيف الماضي، في تشغيل محطات الكهرباء، ولكن الانفصال الدبلوماسي مع بين القاهرة والدوحة يمكن أن يؤدي إلى انقطاع مستمر للكهرباء في مصر، خاصة مع قدوم أشهر الصيف شديدة الحرارة". وتابعت بقولها "في محاولة لتجنّب الأزمة، فإن الحكومة المصرية رفعت أسعار الغاز الطبيعي، الذي يولد 70% من كهرباء البلاد، وحثّت المستهلكين على ترشيد الاستهلاك". وأشارت الصحيفة الأمريكية إلى جهود الحكومة المصرية في هذا الصدد، من خلال رفع أسعار الغاز الطبيعي للمنازل، ومطالبتها للمواطنين بترشيد الاستهلاك. ومضت تقول "الداعمون الخليجيون الجدد للسيسي، السعودية والإمارات والكويت، يمكن أن يساهموا في حل أزمة السولار والبنزين بحيث لا تشهد مصر طوابير على محطات الوقود كما كان الحال في العام الماضي، ولكن تلك الدول لا تملك الغاز الطبيعي الذي تعمل به معظم محطات الكهرباء في البلاد". ونقلت عن "جاستن دارجين" خبير الطاقة في جامعة أوكسفورد "القضية الرئيسية هنا هي شرعية السيسي، وإذا ما كان يملك القدرة على إدارة أزمة الطاقة بكفاءة". وأضاف بقوله "العلاقة مع قطر كانت زواجاً مثالياً، وهو بالتحديد ما كانت تحتاجه مصر". ونوهت إلى أن قطر كانت تمدّ مصر بما يعادل 10% من احتياجاتها من الغاز الطبيعي. وأشارت الصحيفة إلى أن ديون الشركات الأجنبية المستحقة على الحكومة المصرية وصلت حالياً إلى 8 مليارات دولار. وكشفت الصحيفة أن الحكومة المصرية وقعت اتفاقاً مع شركة نرويجية لإمداد البلاد بالغاز الطبيعي عبر البحر الأحمر، ولكن تلك الإمدادات لن تبدأ الوصول إلى مصر قبل الخريف المقبل.