قال المشير عبدالفتاح السيسي، المرشح فى الانتخابات الرئاسية المصرية، إن العلاقة مع الغرب لن تعود إلى طبيعتها إلا بنزول ملايين المصريين للانتخابات، مشيرًا إلى أن مشاركة 30 مليون مصرى فى الاقتراع ليست كافية، مؤكدًا "أنا مُستدعى فى مهمة لإنقاذ هذا الوطن". وعلق فى لقاء خاص مع قناة "الحدث" على أن العلاقة مع إيران تمر عبر دول الخليج، وأن ما يحدث فى ليبيا ليس سقوط نظام القذافى وحسب، بل سقوط الدولة، محملاً الغرب مسئولية ذلك، كونهم لم يكملوا المهمة. كما تطرق السيسي للحديث عن الحرب السورية والقضية الفلسطينية وعلاقات مصر بالولايات المتحدةالأمريكيةوروسيا والدول الأوروبية، وشدد على أن المصريين سيسيرون حتى النهاية ضد الإرهاب، مشيرًا إلى أن الموقف الأمنى أفضل بالمقارنة مع السابق. وأضاف: "المصريون لا يخشون الإرهاب، وسيشاركون فى الانتخابات"، مشيرًا إلى أن الإحساس بالمسئولية حرك الناس فى 30 يونيو، معربًا عن ثقته بأن المصريين سيشاركون فى الانتخابات كما فى 30 يونيو. وقال السيسي إن "المصريين فى الخارج قدموا درسًا فى المشاركة"، معربًا عن أمله فى أن تكون المشاركة فى الداخل بكثافة المشاركة فى الخارج، حيث إن المشاركة الكبيرة فى الانتخابات أهم من الاسم الذى سينجح. وأكد السيسي أنه مرشح غالبية المصريين، مضيفًا: "أتمنى أن أكون قادرًا على التصدى لأهم التحديات"، مشيرًا إلى أهمية تشجيع الاستثمار الخارجى والداخلى. وبسؤاله عن أصوات الشباب، قال: "أنا أقدّر رأى واختيار الشباب أيًا كان، الشباب المصرى مظلوم، وواجه الإهمال دائمًا، الشباب المصرى عايز يشوف تغيير حقيقى، لا أقول للشباب أن ينتظر، وإنما أن يرى الحب والاحترام، حق الشباب علىَّ أن أصبر وأسمع وأعمل لأجلهم". وتحدث المرشح الرئاسى عن قانون التظاهر والحريات، مشيرًا إلى أن قانون التظاهر ينظم العملية، لأن التظاهر وسيلة، كما انتقد الأحزاب المصرية لإهمالها الشباب، وأضاف: "أشجع تأسيس حزب سياسى للشباب يعبر عن طموحاتهم". وشدد السيسي على أنه "لا يمكن العودة إلى مرحلة قمع الناس بحجة الأمن"، مشيرًا إلى أن "نضج المجتمعات فى المسار الديمقراطى يحتاج زمنًا طويلاً". وبسؤاله عن الأزمة الليبية الحالية، قال السيسي: "ليبيا تواجه مخاطر سقوط الدولة وليس سقوط نظام"، مؤكدًا أن الغرب مسئول أمام التاريخ، لأنه لم يكمل المهمة، وكان لابد من جمع السلاح فى ليبيا وتعزيز القوى الأمنية، مشيرًا إلى أن مخازن السلاح الليبى عرضة للتهريب إلى مصر، مؤكدًا أن الغرب تجاهل وجود السلاح وتركه خارج السيطرة. وأضاف: "لا توجد فى ليبيا سيطرة على الحدود مع مصر، ليبيا أضحت بؤرة جذب للتطرف والإرهاب، والغرب والعرب معنيون بمساعدة ليبيا لتتجاوز المشكلة، فلا يجوز أن نترك ليبيا بؤرة جذب للتطرف، لا يجوز أن نسمح بتحول ليبيا لمركز تصدير للتطرف"، مشيرًا إلى أنه لابد من تحقيق استقرار أمنى سريع فى ليبيا. وبسؤاله عن التحديات الأمنية التى تواجه مصر فى الوقت الحالى، وصف السيسي تلك التحديات بأنها "الأصعب فى تاريخ مصر"، مضيفًا "سيناء تحولت إلى بؤرة إرهاب بعد إهمال طويل، تم إنجاز الكثير فى سيناء، ولكن لم ننتهِ بعد، لا يجوز مثلاً أن تصبح سيناء نقطة هجوم ضد إيلات". وأشار السيسي إلى أن مصر هى أكبر دولة دفعت ثمنًا لأجل فلسطين، و"هذا لن يتغير"، وعلى الأطراف الأخرى أن تسعى لتصحيح أخطائها، فى إشارة إلى حركة حماس. وأضاف: "نحن نشجع أى جهود تساعد على وحدة الفلسطينيين. هذا الوقت هو الأفضل لحل القضية الفلسطينية، لابد من أفعال حقيقية تعطى الفلسطينيين أملاً". وتطرق المرشح الرئاسى المصرى للحديث عن أمن منطقة الخليج، مشيرًا إلى أن "أمن مصر لا ينفصل عن أمن الخليج"، مؤكدًا أن المخاطر تتراجع ولكن التحديات كبيرة أمنيًا. وقال السيسي: "نقول لأشقائنا فى الخليج هى مسافة السكة"، فى إشارة إلى جاهزية الجيش المصرى للتحرك لصد أى عدوان على دول الخليج، مضيفًا: "لدينا جيش لا ينسى من وقف مع مصر". وحول إيران، قال السيسي: "لدينا القدرة على حماية أمننا القومى العربى، إيران تدرك أن العلاقة مع مصر تمر عبر الخليج العربى، الخليج أهلنا، ويهمنا أن يعيش بسلام، كل ما نسعى إليه مع إيران هو علاقة عادلة". وشدد السيسي على أن مصر لا يمكن أن تقبل أن يمس أحد بالأمن الإقليمى الخليجى، مؤكدًا "من حقنا تأمين مصالحنا، كما يحق لإيران القلق على مصالحها". وحول الحرب السورية قال السيسي: "أخطر ما يمكن أن يواجهنا هو تقسيم سوريا"، مضيفًا: "لا لتقسيم سوريا، ولا لحل عسكرى، ولا لأفغنة سوريا"، مشددًا على أنه لابد من تصفية مخاطر التطرف والإرهاب فى سوريا، مؤكدًا أن استدعاء متطرفين إلى سوريا عقد موقف المعارضة، وقال إن "حل الأزمة السورية من شأنه أن يهدئ الإقليم". وبسؤاله عن توتر العلاقات بين مصر والولايات المتحدةالأمريكية منذ عزل الرئيس السابق محمد مرسى، قال السيسي: "واشنطن تدرك تدريجيًا أن ما حصل عندنا "إرادة شعب"، وعلى الأميركيين أن يحكموا علينا بعيون مصرية". وأشار إلى أن هناك تحسنًا فى فهم أوروبا لما يجرى فى مصر، وأن ما سيحسم الموقف هو المشاركة الكبيرة للمصريين فى الانتخابات، مضيفًا أن العلاقة مع روسيا ليست على حساب الدول الأخرى، مؤكدًا: "نحن مع التعاون المفتوح بعيدًا عن الاستقطاب". وأعرب عن ثقته فى أن وزن مصر الدولى مرتبط باستقرار وضعها الداخلى، وبسؤاله عن أزمة سد النهضة الإثيوبى قال السيسي "هناك حلول ممكنة تناسب الجميع". شاهد الفيديو: