نحن مغرمون بالحرائق ... فى أفراحنا ... وفى أحزاننا ... وحتى فى حالات المرض ... ولو نظر أحدنا إلى مقدار ما نحرقه من فلوس لأصيب بالدهشة على الأقل... تعالى نكشف تفاصيل الكلام. 10 مليارات جنيه أحرقناها فى سنة ... 10 مليارات جنيه حرقناها ... فرقعناها ... طيرناها فى الهوا ... ضربناها فى الأفراح والليالى الملاح ... وأصبحت الأفراح لا تتم إلا بالشماريخ والصواريخ والألعاب النارية... حتى لو لم يكن العريس من أنصار استعمالها ... 10 مليارات جنيه أطلقناها فى المظاهرات .... ضربنا بها الجيش والشرطة ... وأخدنا معاهم اقتصاد مصر بالمرة ... 10 مليارات جنيه هى قيمة استهلاكنا من البمب ... والصواريخ ... والشماريخ ... وبيع الشماريخ فى مصر أصبح حرفة ... وأصحابها يستخدمون أساليب التسويق الإلكترونى ... ادخل على النت ... على الفيس بوك ... اكتب شماريخ ... تلاقى عروض للشماريخ من كل الأنواع... وبأسماء غريبة وعجيبة لا يعرفها إلا المحنكون فى استعمالها... أوضربها ... حتى قنابل الدخان موجودة ... والتوصيل للمنازل أو لأماكن الحفل ... أو المظاهرة ... هذه الإعلانات تتحدى الحكومة ... والقوانين ... وتتحدى مشاعر الفقراء. والكلام عن كيفية دخول الشماريخ والألعاب النارية لا ينتهى ... فالشماريخ لها أسماء حركية على بوابة مصر وتمريرها من الموانئ له أصول ... وأسعار ... ورجال ... وشفرة ... فمعظم شحنات الشماريخ يدخل من ميناء السويس ... واسمها الحركى لعب أطفال ... وأحيانا ملابس جاهزة ... وفى قول آخر مستلزمات انتاج ... وخروجها من الميناء لا يتم قبل الخامسة مساء ... والأهم هو سعر تمرير الكونتينر والذى تجاوز النصف مليون جنيه ... وهو رقم لا يدفعه تاجر مخدرات لتمرير شحنته ... فالمكاسب خرافية ... والبيع مضمون. نروح للحكومة وإجراءاتها ... الحقيقة أننى لا أجد ما أكتبه عن دور الحكومة فى هذا السفه ... واللى يعرف للحكومة دور يقول لى عليه ... أكثر من مطاردة من يمسك شمروخ فى المظاهرات ... لكن من يبيعه بريء... ومن يستورده شاطر ... وموزعه يوفر أدوات الفرحة للعب ... والحكومة فشلت فى توفير أى أدوات للفرحة أو للبهجة ... والحكومة فرضت ضريبة على من يزيد دخله علي مبلغ تراه كبيرا ... فماذا عن تجار الشماريخ ... ومكاسبهم ... وتجارتهم ... ومليارات تعاملهم؟ إننا أمام مافيا حقيقية ... مافيا الشماريخ التى تسيطر على أفراحنا ... ومظاهراتنا. إننا نطبق المثل القديم اللى معاه قرش محيره يجيب حمام ويطيره ... لكننا غيرنا الحمام وجبنا شماريخ. Email: