شهدت منطقة سقارة الأثرية مولد صفحة جديدة تضاف لتاريخ مصر الحضارى قد تضيف بعض المعلومات الجديدة التى تلقى الضوء على فترة من أزهى فترات التاريخ الفرعونى فى نهاية عصر الدولة الحديثة، صرح بذلك د. محمد إبراهيم وزير الآثار خلال المؤتمر الصحفى العالمى الذى أقيم اليوم بمنطقة سقارة الأثرية، معلناً عن اكتشاف مقبرة رئيس سجلات الجيش المصرى ورسول الملك للحكام الأجانب (وزير خارجية) ويدعي"باسر" من الأسرة العشرين. ودعا وزير الآثار خلال المؤتمر الذى حضره كل من د. وائل الدجوى وزير التعليم العالى والبحث العلمي، ود. على عبد الرحمن محافظ الجيزة و د. جابر نصار رئيس جامعة القاهرة، ود.محمد حمزة عميد كلية الآثار جامعة القاهرة، شعوب العالم إلى زيارة مصر، مؤكدًا أن مصر تشهد الآن استقرارًا أمنيًا وسياسيًا وتقدما فى استحقاقات خارطة الطريق نحو الاستقرار والديمقراطية والتنمية. أوضح د. محمد إبراهيم أن الكشف الذى حققته بعثة حفائر كلية الآثار بجامعة القاهرة يقع جنوب الطريق الصاعد لهرم الملك "أوناس" بمنطقة سقارة، لافتاً إلى أن المقبرة تؤرخ طبقاً للدراسات الأولية بنهاية عصر الرعامسة (الأسرة ال 20) ، من الدولة الحديثة الفرعونية . أشار د. إبراهيم أن المقبرة شيدت ملتصقة بالجدار الشمالى لمدخل مقبرة قائد الجيش "بتاح مس" والتى اكتشفت عام 2010 وتعود لنفس عصر مقبرة "باسر" ، مما يشير إلى احتمالية أن يكون صاحب المقبرة المكتشفة حديثاً أحد أفراد عائلة "بتاح مس"، مضيفاً أن هذا الكشف يؤكد حقيقتين الأولى تكمن فى اهتمام الفراعنة بمنطقة منف اداريا" وعسكريا" وبناء مقابر رجال الدولة هناك حتى بعد انتقال مقر حكم ملوكهم إلى عواصم أخرى، بينما الأخرى هى وجود جبانة كبيرة بمنطقة منف تعود لعصر الدولة الحديثة. قالت د. علا العجيزى عميدة كلية الآثار الأسبق ورئيسة البعثة إن المقبرة يتجه محورها من الشرق إلى الغرب ويبلغ طولها 12 مترًا وعرضها 6 أمتار وتحتوى على عناصر معمارية واضحة مشيدة من الحجر الجيرى تتمثل فى فناء مفتوح ذو أعمدة، يعقبه صالة أعمدة واحدة فى وسطها البئر الذى يؤدى إلى حجرة الدفن المشيدة تحت الأرض، ثم ثلاث مقاصير نقوشها شبه كاملة وتنتهى بالهريم المبنى من الطوب اللبن. مشيرة إلى أن ما تبقى من نقوش المقبرة يعد فى حالة جيدة وتعكس حرص صاحب المقبرة على تصوير المناظر الهامة التى تؤكد على استمراره فى حياة أبدية سعيدة بعد الموت كمناظر الجنازة ونقل التمثال و المحاكمة الأوزيرية وتقدمة القرابين له وتعبده للمعبودين "أوزير" و"بتاح". هذا فضلاً عن مناظر لرجال ونساء من عائلته ممن يحملون ألقاب إدارية وكهنوتيه هامة. من جانبه قال د. أحمد سعيد نائب رئيس البعثة إن الحفائر أسفرت عن اكتشاف عدد من الكتل واللوحات الحجرية المنقوشة ذات القيمة الأثرية فى محيط المقبرة ، بالإضافة إلى العديد من تماثيل الأوشابتى أهمها مجموعة مميزة وجدت داخل جرة من الفخار لسيدة تدعى "نجمت" ومجموعة أخرى عثر عليها ملتصقة بالجدار الشرقى لمدخل مقبرة "بتاح مس" وملفوفة بالكتان لسيدة تدعى "موت ايبت". أكد د. محمد حمزة عميد كلية الآثار على حرص جامعة القاهرة برئاسة د. جابر نصار" على توفير كافة الإمكانيات المادية والبشرية للحفاظ على مكنوز مصر الحضارى بشتى الطرق من حفائر وأعمال ترميم، لافتاً إلى أنه جار الإعداد لتوقيع بروتوكول تعاون بين كلية الآثار جامعة القاهرة ووزارة الآثار يضمن ترميم جميع مكتشفات كلية الآثار خاصة تلك المكتشفة فى منتصف الثمانينات من القرن الماضى والتى أسفرت عن اكتشاف العديد من الآثار الهامة من خلال الحفائر المنظمة التى أجرتها جامعة القاهرة برئاسة د. سيد توفيق عالم الآثار المصرى فى تلك الفترة ، بحيث تكون فى استقبال زوارها من السياحة الوافدة لمصر طبقاً لاستراتيجية الدولة والعمل على تنشيطها فى الفترة القادمة.