بقدر ما أكده الكلام الإنشائى والكلمات البراقة مثل.. «سنعمل على رصف الطريق «الجوى» من القاهرة إلى أسوان»!! أحترم كثيراً الكلام العلمى، القائم على التفكير العلمى.. الذى يحل مشاكل الناس. ولهذا أرحب كثيراً بما جاء فى حوار نشرته «المصرى اليوم» أمس مع الدكتور عبدالله المغازى المتحدث الرسمى لحملة المشير السيسى.. وهى سطور قليلة لا تزيد على خمسة أسطر ولكن فحواها يدل على التفكير العلمى الذى تحتاجه مصر هذه الأيام.. وهى تناقش قضية الغذاء.. وقضية المياه.. وقضية الإنتاج.. فى نفس الوقت. قال المتحدث: سيكون هناك فى برنامج المشير نظام حديث للرى يقوم على زراعة المليون فدان كأنها 100 ألف فدان أى نروى المليون فدان بما يعنى أنها 100 ألف فدان.. وتكون انتاجيتها رغم ذلك 8 أضعاف، أى نوفر 90٪ من المياه. وهنا نعترف بأن مشاكل الغذاء لا نعالجها كما يجب.. بسبب تدنى انتاج الأرض.. بينما نهدر ما تحت أيدينا من مياه.. فنحن مازلنا فى الغالب نروى أراضينا بالغمر.. فالفلاح يدير الساقية ثم ينام!! وبالتالى تذهب معظم المياه الى باطن الأرض أى إلى المصارف.. بينما لا تعطى الأرض عندنا، ما تعطيه فى بلاد كثيرة غيرنا. وكم أتمنى أن يتحقق ما يأتى فى برنامج المشير السيسى، أى أننا يمكننا زيادة الانتاج 8 أضعاف بالذات فى القمح والأرز والذرة.. ياسلام يا أولاد.. والله زمان يا سيسى عندما نكتفى بما يخرج من أرضنا وتخيلوا زيادة إنتاج القمح المصرى ثلاثة أضعاف فقط، وليس 8 تخيلوا.. ساعتها نتوقف عن استيراد القمح الروسى والأوكرانى والفرنسى والأرجنتينى.. ولن نمد يدنا لنتسول القمح من كندا أو أمريكا.. يا سلام يارجالة. وهذا الكلام يعالج مشكلة نقص مياه النيل عن تلبية احتياجاتنا سواء قبل الموقف الإثيوبى، أو بعده.. بل يمكن أن يمتد ذلك إلى تغيير التركيبة الزراعية التى نهدر بها المياه بأن نفرح بتصدير شوية خيار وطماطم وفلفل.. وكنتالوب لأننا بذلك نقوم بتصدير المياه، تحت غطاء تصدير هذه المنتجات شديدة الطلب للمياه. ولكن ذلك لن يكون إلا باستخدام منظومة الكترونية وتكنولوجية فى الرى.. مهما احتاج هذا من أموال لأننا سوف نوفر أضعافها بزيادة الإنتاج الزراعى نفسه.. هذا الكلام وقفت عنده كثيراً أمس، حتى ولو قللنا ما أمكن من زراعة محاصيل تحتاج مياهاً رهيبة مثل الأرز وقصب السكر والموز والخيار، بشرط أن نوفر البدائل مثل التوسع فى زراعة بنجر السكر.. وأيضاً بشرط أن نوفر لزارعى القصب مصادر أخرى للمياه وللزراعة فى الوجه القبلى.. ونوفر لزارعى الأرز بدائل أخرى فى الدلتا حتى ولو زرعنا الأرض «مكرونة»!! وأن نزيد من نسبة خلط الذرة بالقمح لنعيد الرغيف الفلاحى القديم، رغيف الذرة.. ومثل هذه الأفكار التى جاءت فى حوار المتحدث الرسمى للمشير السيسى يطرح أفكاراً جديدة.. لا تكون مجرد بالونات للدعاية السياسية تنفجر فى وجوهنا بمجرد انتهاء الحملة الانتخابية.. نقول ذلك لأن قضية الغذاء مع مشكلة المياه هى أهم ما يقلق أى مسئول يتولى حكم مصر الآن لأنه فى الوقت الذى كنا نحلم فيه بالحصول على حصة أكبر مما تحصل عليها مصر الآن من مياه النيل، يجىء سد النهضة وغيره من سدود فى إثيوبيا ليقلل من حصة مصر، وذلك ضمن مخطط رهيب لضرب مصر.. وتشريد شعبها. وبذلك يمكننا أن نزرع ملايين جديدة من الأفدنة فى الأرض التى تشتاق الى المياه فى الساحل الشمالى الغربى وحول دلتا النيل.. وشمالها.. وفى الصعيد. شكراً يا سيسى.. فما أحوجنا الى من يفكر فى علاج مشاكلنا التى باتت عويصة.. وشكراً يا من تعملون حول المشير.. فهذا هو ما يريده كل المصريين.