يجرى رئيس الوزراء الصينى لى كه تشيانغ جولة أفريقية تشمل أربع دول هى الأولى له فى أفريقيا منذ توليه منصبه قبل أكثر من سنة بقليل سعيا لتعزيز العلاقات الاقتصادية المزدهرة. ومن المقرر أن يزور "لي" أثيوبياونيجيرياوأنغولاوكينيا خلال الجولة التى تبدأ الأحد وتستمر أسبوعا، بحسب ما ذكره المسئولين, وتشمل جولته أيضا زيارة إلى مقر الاتحاد الأفريقى فى العاصمة الأثيوبية أديس أبابا. وتأتى جولة لى بعد جولة قام بها الرئيس شى جينبينغ إلى القارة السمراء العام الماضي، عقب توليه منصب الرئاسة. وأكدت جولة الرئيس تلك على أهمية أفريقيا لدى الصين، ثانى أكبر اقتصاد فى العالم. وانتخب شى رئيسا وتولى لى رئاسة الوزراء فى مارس العام الماضى فى انتخابات تاريخية توجت بانتقال للسلطة للسنوات العشر المقبلة فى الصين الشيوعية. ويعتمد النمو الاقتصادى فى الصين جزئيا على موارد أفريقيا الطبيعية ومنها النفط. وقال "تشانغ مينغ "نائب الرئيس الصينى للشئون الخارجية للصحافيين: "إنها زيارة مهمة موجهة نحو القارة بأكملها", مشددا على أن لى سيزور المناطق الشرقية والغربية والجنوبية من أفريقيا. وأضاف أن الزيارة "تؤكد الأهمية التى نعلقها على العلاقات الصينيةالأفريقية". وقال "تشانغ": إن أهداف الزيارة هى تجديد "العلاقة التقليدية" بين الصين وأفريقيا إضافة إلى الدفع قدما "بنوع جديد من الشراكة الاستراتيجية". وبعد وصوله إلى أثيوبيا الأحد، يتوجه رئيس الوزراء الصينى إلى نيجيريا الثلاثاء ثم يواصل جولته فى أنغولا يوم الخميس وأخيرا كينيا يوم الجمعة، بحسب وزارة الخارجية الصينية. وقالت وزارة الخارجية الأثيوبية فى بيان لها: إن "الاستثمار الصينى فى أثيوبيا يتوسع بشكل بارز فى النوعية والكمية، ويبلغ حاليا أكثر من مليار دولار أميركي". وفى مقر الاتحاد الأفريقى الكائن فى أطول مبنى فى اديس ابابا، والذى قامت الصين ببنائه والتبرع به بكلفة تبلغ 200 مليون دولار فى 2012، من المتوقع ان يلقى لى خطابا امام قادة الكتلة التى تضم 54 عضوا. ومن المقرر ان تستمر زيارة لى الى نيجيريا ثلاثة ايام يلتقى خلالها الرئيس غودلاك جوناثان ويحضر منتدى الاقتصاد العالمى حول افريقيا الذى ينطلق الاربعاء فى العاصمة ابوجا. وقالت الحكومة النيجيرية ان العلاقات الثنائية بين الدولتين تشهد نموا منذ تأسيس العلاقات الدبلوماسية فى 1971، وستعتمد زيارة لى على تلك العلاقات. وقالت وزارة الخارجية انه سيتم التوقيع على ست اتفاقيات رئيسية فى الزيارة التى تستمر 3 ايام بما فى ذلك مجالات "التعاون الاقتصادى والتقني" والطيران والمصارف ومشاريع الصحة لمكافحة الملاريا. و ستركز محادثات لى فى كينيا مع الرئيس اوهورو كينياتا على "سبل تعزيز التعاون فى التجارة والاستثمار وتطوير البنية التحتية والطاقة والمال والزراعة والطيران وتكنولوجيا الفضاء والمعلوماتية والاتصالات"، بحسب بيان لوزارة الخارجية. وبحسب البيانات الرسمية الصينية ومنذ 2009، فان الصين هى اكبر شريك تجارى لافريقيا لخمس سنوات متتالية ومصدر مهم للاستثمارات الجديدة فى هذه القارة. وقال مساعد وزير التجارة الصينى تشانغ شيانغشين انه بنهاية 2013 بلغت استثمارات الصين المباشرة فى افريقيا 25 مليار دولار. وفى تأكيد على الصداقة الصينيةالافريقية التقليدية المح تشانغ مينغ إلى أن زيارة لى تتزامن مع الذكرى الخمسين لزيارة الرئيس الصينى الراحل تشو ان لاى التاريخية لأفريقيا فى 1964. وقال "تشانغ ": إنه سيتم التوقيع على نحو 60 وثيقة تعاون خلال الزيارة فيما ستصدر الصين والاتحاد الأفريقى وثيقتين مشتركتين مهمتين حول "تعاونهما المشترك". وردا على سؤال حول طبيعة المشاريع التجارية المتوقعة، قال تشانغ شيانغتشين المسؤول فى وزارة التجارة "سنوقع العديد من الاتفاقيات وليس فقط ما يتعلق بالنفط". و تستخرج أنغولا ما يقرب من مليونى برميل من النفط الخام يوميا، هى ثانى أكبر منتج للنفط فى دول أفريقيا جنوب الصحراء، وثالث أكبر اقتصاد فى أفريقيا بعد نيجيرياوجنوب أفريقيا. وآثار الدور المتنامى للصين فى أفريقيا توترات فى بعض الدول. وسيطرت حكومة زامبيا فى فبراير من العام الماضى على شركة فحم مملوكة من شركة صينية لعدم امتثالها لمعايير السلامة والبيئة، بحسب وزير المناجم الزامبي. وقتل فى 2012عمال فى المنجم مديرا صينيا خلال أعمال شغب اندلعت بسبب ظروف العمل.