أعلن حزب جبهة القوى الاشتراكية أقدم حزب معارض فى الجزائر، اليوم الجمعة، أنه رفض حقيبتين وزاريتين فى الحكومة الجديدة لعبد المالك سلال الذى أعيد تعيينه رئيسا للوزراء بعد فوز الرئيس عبد العزيز بوتفليقة بولاية رابعة. وقال "على العسكرى" عضو الهيئة الرئاسية الجماعية للحزب فى خطاب أمام أعضاء المجلس الوطنى "اتصل رئيس الوزراء عبد المالك سلال بالهيئة الرئاسية ليقترح عليها المشاركة فى الحكومة بحقيبتين وزاريتين من أجل تطبيق برنامج رئيس الجمهورية". وتابع "رفضت الهيئة الوطنية للحزب هذا العرض بسبب أن الأولوية بالنسبة لجبهة القوى الاشتراكية هى إعادة بناء وفاق وطنى وهى لا تنوى المشاركة فى الحكومة قبل إنجاز هذا المشروع". وأكد "العسكرى" أن "برنامجا توافقيا للخروج من الأزمة" يتم إنجازه مع المعارضة والمجتمع والسلطة. وخلال الانتخابات الرئاسية التى جرت فى 17 أبريل وفاز بها بوتفليقة، اتخذ الحزب موقفا محايدا، فهو لم يقدم مرشحا ولم يساند أى مرشح كما لم يدع إلى المقاطعة أو المشاركة. واعتبر الحزب الذى أسسه الزعيم التاريخى حسين ايت أحمد قبل 51 سنة، أن كل شىء ممكن ب"توافر الإرادة السياسية لوضع المصلحة الوطنية قبل المصلحة الشخصية". وقال "العسكرى": "التغيير لن يتحقق إلا إذا وجد الذين يتحكمون فى النظام ومن يعارضهم مصلحة لهذا التغيير" وفى حال العكس فإن "الجمود سيؤدى إلى سيناريوهات غير متوقعة وعنيفة". وجبهة القوى الاشتراكية هى ثالث قوة سياسية فى البرلمان ب27 مقعدا فى المجلس الشعبى الوطنى من أصل 462. وكان الرئيس بوتفليقة المنتخب لولاية رابعة ب81% من الاصوات وعد فى يوم تأديته اليمين الدستورية الاثنين بإعادة فتح ورشة الإصلاحات السياسية التى ستفضى إلى مراجعة الدستور مراجعة "توافقية". وابرز ما ستتضمنه مراجعة الدستور بحسب بوتفليقة "تعزيز الفصل بين السلطات وتدعيم استقلالية القضاء ودور البرلمان وتأكيد مكانة المعارضة وحقوقها...". ومباشرة بعد أداء اليمين الدستورية اعاد بوتفليقة تعيين عبد المالك سلال فى منصب رئيس الوزراء، الذى بدأ مشاورات سياسية تمهيدا لإعلان حكومة جديدة. وتشكلت بعد الانتخابات الرئاسية معارضة سياسية بصياغة جديدة يمثلها المترشح الخاسر على بن فليس ومن سانده إلى جانب الأحزاب والشخصيات التى دعت المقاطعة بالإضافة إلى جبهة القوى الاشتراكية.