بروناى تبدأ تطبيق الشريعة الإسلامية

ستصبح سلطنة بروناى هذا الأسبوع أول دولة فى شرق آسيا تطبق الحدود المنصوص عليها فى الشريعة الإسلامية فى أحدث مثال على تنامى الاتجاه الدينى المحافظ الذى تعمق أيضًا فى أجزاء من ماليزيا وإندونيسيا المتجاورتين.
وأعلن السلطان حسن البلقية، 67 عامًا، تطبيق الشريعة بوصفه "إنجازًا عظيمًا"، فى بلد يمثل غير المسلمين فيه نحو 20٪ من السكان، من بينهم بوذيون ومسيحيون.
وبدءًا من الأربعاء، يواجه سكان الدولة، التى يقطنها غالبية من مسلمى الملايو، المحاكم الشرعية والغرامات، أو أحكامًا بالسجن فى جرائم يعدها البعض "أخلاقية"، ويبدأ سريان المرحلة الثانية بعد 12 شهرًا، وتشمل جرائم أخلاقية أخرى.
وتثير هذا الخطوة مخاوف بين الموظفين الأجانب فى قطاع النفط، وعشرات الآلاف من أبناء بروناى من ذوى الأصول الصينية، والعمال المهاجرين من الفلبين، وأغلبهم من الروم الكاثوليك.
ونددت لجنة حقوق الإنسان بالأمم المتحدة بالنظام الجديد الذى يطبق عقوبة الإعدام على عدد كبير من الجرائم.
وسلطنة "بروناى" هى محمية بريطانية سابقة صغيرة، يبلغ عدد سكانها حوالى 400 ألف نسمة، وتقع على الساحل الشمالى لجزيرة بورنيو، وتحيط بها أراض تابعة لماليزيا باستثناء الجهة الشمالية.
وتعتمد على صادرات النفط والغاز كمصدر لرخائها، ويبلغ متوسط الدخل السنوى للفرد حوالى 50 ألف دولار، وستكون أول دولة فى شرق آسيا تطبق الحدود على مستوى البلاد.
وأشارت تقارير إخبارية أمريكية إلى أن بعض المشاهير، ومنهم مقدمة البرامج التلفزيونية الأميركية الشهيرة إيلين ديجينيريس، والممثل البريطانى ستيفن فراى، أعلنوا مقاطعة سلسلة فنادق يملكها السلطان؛ لأن النظام الجديد "يجرّم المثلية الجنسية".
ونفى مفتى بروناى أوانج عبد العزيز أى تلميحات إلى أن النظام يمكن أن يؤدى إلى الاضطهاد، ونقلت وسائل إعلام حكومية عنه قوله: "ليس بترًا أو رجمًا أو سجنًا بلا تمييز"، مضيفًا: "هناك شروط وأساليب عادلة ونزيهة".