تتحرك المشاعر الإنسانية لجريمة قتل هزت محافظة الدقهلية منذ 13 عامًا، فذئب بشرى قضى على الطفلة "أمنية" والتى كانت تبلغ من العمر 3 أعوام بعد أن فشل فى اغتصابها فقام بخنقها لكتم صراخها لتصبح جثة هامدة بجوار المنزل التى تسكنه هى وأسرتها. وكان والدا الطفلة يطالبان بإعدام القاتل، إلا أن هيئة المحكمة أعربت عن الأسف فى حكمها الصادر ضده بالحبس لمدة 10 سنوات فقط لكونه دون السن القانونى بحسب قانون الطفل إذ لم يكن قد تخطى 18 عامًا. ولم يكتفِ المتهم بفعلته، فخرج من السجن بعد قضاء فترة العقوبة ليصبح أكثر إجرامًا ويطالب أسرة "أمنية" بالتنازل عن قضايا الحق المدنى المرفوعه ضده، وإما أن يقتل ابنتهم الأخرى بنفس طريقة قتله لشقيقتها. ويعيش أهالى "أمنية" حالة من الخوف والرعب بسبب هذا الذئب البشرى، خشية أن يتفذ تهديده ويكرر فعلته مع أحد أفراد أسرتهم مرة ثانية. التقينا مع والدى "أمنية" لتعرف القصة كاملة. والد الطفلة يحكى قائلاً: "كان عمر ابنتى 3 سنوات ونصف، وبعد أن خرجت من الحضانة لم نجدها، فقمنا بالبحث عنها طوال اليوم، ولكن دون العثور عليها، وقمت بالتوجه الى قسم شرطة أجا لتحرير محضر بالواقعة، وقالوا لى يجب أن يكون البلاغ بعد اختفائها ب24 ساعة، وفى اليوم التالى الساعة العاشرة صباحًا تلقيت اتصالاً من أحد الأشخاص الذى قال خلال مكالمته 'أنا أعرف مكان أمنية' ، وعندما قلت له طب عرفنا المكان، قال أنا عايز 5 آلاف جنيه. كان صوت المتصل يدل على أنه من 14 ل 17 سنة، ثم أغلق الخط، وقام بالاتصال مرة أخرى وبدأ يدلنا على مكان "أمنية"، وبالفعل توجهنا إلى المكان الذى دلنا عليه ووجدنا أمنية مخنوقه ومغطاة بالقش، ولم نعرف فى هذا الوقت من مرتكب الحادث, وقامت قوة من المركز بالتوجه إلى مكان الحادث للمعاينة، واستمرت التحقيقات أكثر من 10 أيام". وأضاف والد أمنية "أن القاتل كان يقوم بالبحث معهم عن أمنية ليبعد الشكوك عنه, وفى يوما ما أخبرنى رئيس المباحث أنهم توصلوا لمرتكب الجريمة بعد أن أكد أحد أصدقائه أنه قام باصطحاب أحد الشباب إلى المقابر لممارسة الرذيلة معهم. وتم القبض عليه واعترف بارتكاب الواقعة، ونظرًا لعدم تعديه السن القانونى حكم عليه بالسجن 10 سنوات فقط، وقضاهم داخل السجن ليخرج أكثر بلطجة. وأكد والد أمنية أنه بعد خروج المتهم من السجن لم نره لمدة سنة، ثم بدأ بالظهور بعدها ويمر من أمام المحل الخاص بى وأنا ماعرفش شكله ومايسعدنيش إنى أعرفه، مضيفًا أن المتهم قام بالتعدى على زوجته بالضرب والسب، وقمت برفع قضية وحكم عليه ب 6 أشهر . وطالب الوالد المكلوم الأجهزة الأمنية بسرعة اتخاذ إجراءات حاسمة تجاه هذا الذئب البشرى القاتل، وإقصائه عن طريقنا, كما طالب أن يساعده الأمن على العيش وأسرته فى مكان آخر أكثر أمانًا. أما "عبير" والدة أمنية فتقول إن ربنا ألهمها الصبر، ولكن تأتى أوقات لا تستطيع فيها أن تتمالك أعصابها وتخرج عن شعورها, مضيفة "عشان خاطر بناتى كنت بحاول أن أتمالك، ولم أتذكر شكله، ولكنه كان يقوم بمضايقتى، وقام بضربى أمام المحل الخاص بنا، وقمت بتحرير محضر ضده"، مناشدة الأجهزة الأمنية بإقصائه عن البلد لأنه مجرم وأنا لا أستطيع أن أراه لأنه قتل ابنتى. وتقول "نها" شقيقة المجنى عليها: "أنا لما بخرج الشارع بكون خايفة منه، هو عارف شكلى لكن أنا مش عارفاه أوى، وبعدى على المحل بتاعهم يوميًا أكثر من مرة، واحنا عايزين نحس بالأمان، خالص وبكون خايفة منه ومن إخواته لأنه ممكن يعمل فيا زى ماعمل فى أختى, وعايزينهم يبعدوا عننا ومش عايزين نشوفهم، ونطالب المسئولين بإخراجهم من البلد لأنهم طول الوقت أمامنا".