في الذكري ال 32 لتحرير سيناء.. كيف تري ما يحدث فيها الآن؟ - الوضع الحالي في سيناء كان متوقعاً منذ فترات طويلة لأنها تركت مرتعاً للعناصر الإرهابية المتطرفة بشتي أفكارها، وهذا الإرهاب ليس وليد الثورة المصرية، لكنه حدث بعد الثورة عندما ظهرت أفعال هذه العناصر التي كانت متواجدة في سيناء ولكنها كانت خلايا نائمة في بعض الأماكن وكان ينقص سيناء التكامل الجدي من وزارتي الدفاع والداخلية مبكراً كما يحدث الآن. ماذا عن قيمة سين اء؟ - سيناء تعتبر مستقبل مصر، وتوجد دراسات عديدة من خبراء متخصصين في شتي المجالات تؤكد إمكانية تحويلها إلي «سنغافورة» جديدة في مصر، وللعلم أعلي معدلات التنمية والدخل في سنغافورة، لأن سيناء تتمتع بمقومات لا تتوفر في كثير من الدول. مقومات استراتيجية ما أبرز هذه المقومات؟ - علي سبيل المثال سيناء مساحتها ثلاثة أضعاف مساحة إسرائيل، وبها 5 مطارات منهم 4 مطارات دولية، وبها 6 موانئ بخلاف ميناء شرق التفريعة، وهذه مقومات استراتيجية، وبعض الدول بها ميناء واحد ومطاران فقط، فما بالنا بمحافظة في مصر، هذا بخلاف الثروات التعدينية والسياحية والعلاجية، ومساحة سواحل مصر بالكامل 2400 كم وسواحل سيناء 800 كم، أي ثلث سواحل مصر، فسيناء إقليم تنموي متكامل، يستطيع أن ينقل مصر بعد استغلال موارده إلي مصاف الدول الاقتصادية الكبري، وتستطيع سيناء حل مشكلة الأزمة السكانية المتفجرة. ما الذي عطل تنمية سيناء؟ - تعطلت التنمية في سيناء، مع أنها البوابة الشرقية لمصر التي جاءت إليها كل العدوان من سيناء بخلاف الحربين العالميتين الأولي والثانية لأنهما كانتا مسرحاً أفريقياً بالكامل، غزو مصر جاء عبر سيناء من «أحمس» والصليبيين والهكسوس، إذا التغيرات في سيناء حادة، ولهذا عندما يبدأ تعمير سيناء نجد مشكلة استراتيجية مصرية تعطل هذه التنمية والحروب الأربع الحديثة التي خاضتها مصر عطلت هذه التنمية بدءاً من حرب 48 و56 و67 و1973، التي كانت مسرح الحرب داخل سيناء. وماذا عن المشروع القومي لتنمية سيناء؟ - بالفعل بعد حرب أكتوبر 1973 وعودة سيناء إلي مصر وبدأت الدولة في تنفيذ المشروع القومي لتنمية سيناء في 1994 وهذا المشروع كانت مدته 23 سنة، أي كان سينتهي في 2017، وكان مشروعاً عظيماً وبدأت الخطوات الأولي وبمعدلات إنجاز عالمية، وتم تنفيذ مشروع كوبري السلام، والمعديات المتواجدة، إلي جانب نفق الشهيد أحمد حمدي وترعة السلام وشبكة طرق، وفجأة تعثر المشروع ولم يستكمل بذات الخطوات والإنجاز. ثقافة خاطئة وما السبب في تعثر هذا المشروع؟ - سبب تعثره أن الدولة وهي في كامل اهتمامها وعطائها لهذا المشروع فتحت جبهات للعديد من المشروعات الأخري مثل «توشكي» وغيرها فأصبحت الاعتمادات المالية المخصصة لتنمية سيناء تقسم إلي عدة اتجاهات، وأيضاً ثقافة المواطن السيناوي عطلت إلي حد ما تنمية سيناء لأنه يعتقد أن هذه الأرض ملك للمواطن السيناوي ولا يحق لأحد أن يشاركه فيها وهذه ثقافة خاطئة لأن سيناء أرض الدولة المصرية والمواطن السيناوي شريك في التنمية التي تصب في صالحه وصالح بيئته، ولكنه ليس هو المالك الأصلي الذي من حقه يتصرف فيها ولا أحد غيره. لماذا لا تتذكر الدولة سيناء إلا في عيدها القومي؟ - حتي لا يحدث ما تقول لابد أن تعود الدولة إلي إحياء مشروع تنمية سيناء، والأرقام التي تسجل في الأوراق الرسمية لابد من تنفيذها ومتابعتها حتي يكتمل التنفيذ، وعدم السماح لأي أمر بالتوقف عن تنمية سيناء لأنها الحل الأمثل لكثير من مشاكل مصر السكانية والاقتصادية. هل النظرة تغيرت إلي سيناء بعد 25 يناير؟ - النظرة الرئيسية التي تغيرت نحو سيناء تتمثل في الاقتناع أن سيناء أصبحت بؤرة رئيسية خطيرة للإرهاب والخارجين علي القانون، ولكن يجب أن تكون نظرة الدولة إلي سيناء نظرة تنموية. التنمية أولاً أم الأمن؟ - من وجهة نظري أن التنمية الشاملة الحقيقية داخل سيناء هي التي ستفرض الأمن وتقضي علي الإرهاب والعمل علي ضرورة إشراك أهالي سيناء في هذه التنمية حتي لا تظهر مشاكل وإعاقات مستقبلية في هذه البقعة الشاسعة لأن كل فراغ سكاني سيولد مشاكل. كيف كانت سيناء خلال حكم الإخوان؟ - سيناء بحكم الطبيعة الطبوغرافية والديموغرافية التي تتميز بها تعتبر مرتعاً سهلاً لكل الخارجين علي القانون، وأيام حكم الإخوان جاء إليها الإرهابيون والمجرمون الذين أفرج عنهم «محمد مرسي» وبالرغم من أن جماعة الإخوان هي التي كانت تحكم وهم الذين أخرجوهم إلا أنهم لم يجدوا مكاناً آمناً بالنسبة لهم يؤويهم ويتستر علي أعمالهم غير سيناء.. وأيضاً الشتات الإرهابي من العالم بدأ يتجمع داخل سيناء، وكانت هذه من مساوئ حكم الإخوان علي سيناء، وبدأ يظهر نوع من المساومة بين العناصر الإرهابية المتطرفة في سيناء، وبين الدولة الحاكمة المتمثلة في السلطة المصرية. العناصر الإرهابية هل سيناء أصبحت فزاعة للأمن القومي المصري؟ - أولاً لابد أن نفرق بين سيناء وبوابة مصر الشرقية بحكم موقعها الجغرافي وبين تواجد العناصر الإرهابية المتطرفة التي تجد الأمن والأمان والمناخ الطبيعي الذي يحميها ويسهل نشاطها، ولكن حالياً أنا متفائل جداً ومتابع جيد لما يحدث في سيناء وعلي اتصال مستمر مع أهالي سيناء، وأؤكد وجود سيطرة علي سيناء من جانب القوات المسلحة ولهذا لا يجب أن تعود القوات المسلحة إلي ثكناتها إلا بعد القضاء علي جميع العناصر الإرهابية المتواجدة في سيناء. لماذا طال زمن الحرب علي الإرهاب هناك؟ - بالطبع الحرب علي الإرهاب في سيناء لابد أن تطول وهذه هي طبيعة هذا النوع من الحروب، وأمريكا ظلت تحارب الإرهاب بعد الاعتداء علي برجي التجارة العالمي 15 عاماً، وحتي الآن وجودها في أفغانستان دليل علي استمرارها في الحرب علي الإرهاب، لأن حرب الإرهاب ليس لها توقيت زمني لأن الدولة تحارب عدواً خفياً بخلاف الحروب النظامية التي تكون في المواجهة تراه وتؤثر فيه ويمكن أن تستطيع تحديد وقت لإنهاء هذه الحرب. ما هو الإرهاب الذي تحاربه الدولة داخل سيناء؟ - الدولة تحارب كل أنواع الإرهاب داخل سيناء، والمشكلة الرئيسية في سيناء أن بعض الأهالي هناك لديهم قابلية في تقبل الفهم الخاطئ للدين بسبب عدم وجود خطباء للمساجد تابعين لوزارة الأوقاف بعدد كاف لتغطية التجمعات في سيناء داخل المساجد فأصبح خطباء المساجد يوجهون الفكر الديني لأهالي سيناء بما يخدم أهدافهم، ولهذا الدولة تحارب إرهاب الفكر والإرهاب الفعلي من قتل وتفجير واغتيالات. وما نوعية العناصر الإرهابية داخل سيناء؟ - في سيناء 4 جماعات أساسية تنفذ الإرهاب وهي الجماعات السلفية أو الجهادية، والسلفية الجهادية، ثم التكفيريون وهؤلاء أخطرهم، لأنهم يعملون بالقطعة ويقبضون عليها الأموال، ومعظم العمليات التي تتبناها أنصار بيت المقدس، ينفذها التكفيريون بتنفيذ العملية الإرهابية ويقوم بتصويرها بالفيديو ثم يقبض بعد تسليمه شريط الفيديو. غطاء سياسي هذه الجماعات تعمل تحت غطاء سياسي من جماعة الإخوان؟ - ليس كل هذه الجماعات بل بعضها لديه غطاء سياسي من جماعة الإخوان، وغطاء مادي، خاصة السلفيين الجهاديين ولكن الأهم الغطاء السياسي لمنظمة حماس، وجماعة أنصار بيت المقدس في الأصل هي جماعة فلسطينية، جاءوا إلي سيناء بعد تفجير مسجد «ابن تيمية» في فلسطين بواسطة حماس ومن نجا منهم جاء إلي مصر عبر الأنفاق، وأصبح لهم تواجدهم متمركز في سيناء مع أنهم بدأوا كخلية صغيرة، ولكنها أصبحت كالخلية السرطانية تشظت وتغلغلت داخل سيناء. ولماذا يتمركز الإرهاب في شمال سيناء عن الجنوب؟ - التنمية تحقق الأمن، وجنوبسيناء بها تنمية أعلي من الشمال، والبدو في الجنوب داخل منظومة التنمية، حتي العمليات الإرهابية النادرة التي تمت في جنوبسيناء عندما قبضوا علي منفذيها كانوا من الشمال. وماذا عن دور حماس فيما يحدث؟ - كل أصابع الاتهام تشير إلي ضلوع حماس في الإرهاب الذي يحدث في سيناء، وبالفعل حماس ضالعة في الأحداث الإرهابية وتمارس وسائل ضغط بعد الثورة لتحقيق مكاسب ذاتية لحماس. هل توجد خطورة من الانفجار السكاني في غزة علي سيناء؟ - الانفجار السكاني في غزة أحد التهديدات الرئيسية علي سيناء، وهذا تهديد إقليمي لأن غزة مساحتها محدودة وبها كثافة سكانية عالية جداً، وإسرائيل كانت تدير هذه الأزمة بتخطيط، عندما وقعت اتفاق «غزة - أريحا» أرسلت كل الإرهابيين والمجرمين الذين كانوا في سجونها حتي لو كان من سكان الضفة الغربية إلي قطاع غزة، فأصبحت غزة مساحة ضيقة وبها جزء كبير من سكانها نسبة إجرام عالية جداً، ولابد أن يتم الانفجار. هذا يتعلق بدراسة مركز «بيجن» للدراسات المسمي ب «وطن بديل»؟ - نعم.. وهذا أحد الحلول الإسرائيلية من وجهة نظرها مشروع «الترانسفير» وتبادل الأراضي بين مصر والأردن وإسرائيل لنقل الفلسطينيين، وكل فترة يخرجون هذا الطرح إلي العلن، معناه أنهم يوجهون أنظار سكان غزة نحو هذا الحل، والوضع الطبيعي أن ينفجر التمدد السكاني من أضعف مكان وهو حدود غزة مع مصر. التهديدات الرئيسية أليس من حق مصر الدفاع عن أراضيها وتوجيه ضربة استباقية ضد من يهددها؟ - فلنجعل هذا الأمر لصاحب القرار فيه وهو القوات المسلحة، فبالرغم من أهمية هذا الأمر إلا أنه ليس مفتوحاً علي العنان.. ولدينا مثال أن أحد التهديدات الرئيسية علي سيناء هي الأنفاق التي بين غزة ورفح، والقوات المسلحة كل يوم تدمر الأنفاق لكن في حقيقة الأمر أنها تدمر فتحات الأنفاق، لأن المشكلة الرئيسية في جسم النفق الرئيسي الذي يقع في الأرض الفلسطينية، ولهذا يجب أن نتحسس الأمور حتي لا نعقد الأمور، أو نجعلها بشكل تسئ لمصر، وحتي الآن نتذكر مذبحة أيلول الأسود التي تمت ضد الفلسطينيين في الأردن والتاريخ لن ينساها ولا نريد أن تقدم مصر علي «أيلول» آخر. يوجد هجوم علي معاهدة السلام لأنها أعادت سيناء منزوعة السلاح؟ - مصر استفادت من معاهدة السلام ويكفي أنها أعادت كامل سيناء إلي حضن مصر وأقامت 6000 كم2 من الطرق بخلاف المدارس والوحدات الصحية الموجودة في سيناء أكثر من المتواجد في الدلتا ولكن ينقصها العنصر البشري الذي يعمل بها، وحكاية أن سيناء عادت إلي مصر منزوعة السلاح فهذا شأن المفاوضات، كل طرف له سقف مطالب، ولابد أن يتقابل الطرفان عند نقطة محددة وسيناء ليست منزوعة السلاح بل توجد سيطرة كاملة للقوات المسلحة علي سيناء، وما نراه من حرب ضد الإرهاب دليل علي وجود قواتنا داخل سيناء. ما أثر مشروع تنمية محور قناة السويس؟ - مشروع تنمية محور قناة السويس له فائدة عالية ستعود علي سيناء، وعلي شعب مصر بالكامل، خاصة مدن القناة «بورسعيد والإسماعيلية والسويس» لها الاستفادة الرئيسية. ما كيفية التعامل مع الفلسطينيين الذين تم تجنيسهم خلال حكم «مرسي»؟ - لابد من ضرورة مراجعة كل من تم تجنيسهم خلال حكم الإخوان ومن يثبت تجنيسه بالجنسية المصرية دون وجه حق لابد أن تسحب منه الجنسية فوراً، ولابد أن الأجهزة الأمنية، خاصة جهاز المخابرات العامة وبالتنسيق مع جهاز الأمن الوطني وجهاز المخابرات الحربية، التعامل مع كل من تجنس بالجنسية المصرية ويمثل تهديداً علي مصر يجب إعادة النظر في أمر الجنسية. الحقد الدفين ماذا عن مخطط جماعة الإخوان تجاه الجيش والتطاول عليه؟ - هؤلاء لا يمثلون شيئاً بالنسبة للجيش المصري، لأنه جيش قوي ومؤسسة متكاملة لديها آلياتها ونظمها، فهذه مخططات لا تستطيع أن تمثل أية خطورة علي المؤسسة العسكرية.. ومن يتطاولون علي القوات المسلحة المصرية، فكل إناء ينضح بما فيه وكل فرد يتطاول بالبذاءات علي الجيش يظهر حقده الدفين نحو مؤسسة وطنية عريقة.. ويكفي أن أحد أهداف ثورة 25 يناير بعدم عودة أي فرد من المؤسسة العسكرية إلي الحياة العامة ومؤسسات الدولة، والآن نري الشعب هو الذي يطالب المشير «السيسي» حتي يخوض المعركة الانتخابية ليأتي رئيساً لمصر لأنهم عرفوا أنه قادر علي إدارة هذه الدولة. ما دور القوات المسلحة في حياة المصريين؟ - دور الجيش مهم ومحوري ولا توجد أسرة مصرية إلا وبها عضو في المؤسسة العسكرية، وهذه المؤسسة تمثل كل المجتمع المصري علي المستوي الاجتماعي، وعلي المستوي الاقتصادي نجد أن المشروعات الاقتصادية التي نفذتها القوات المسلحة أوجدت توازناً في السوق المصري، وهذه المؤسسة ثوابتها لا تتغير بتغير القادة، بل لها مبادئ مستمرة تمثل الأهداف الوطنية المصرية، وأيضاً في مجال الخدمات خلال عهد المشير «أبوغزالة» وجد أن غالبية الشعب يشكو من ارتفاع أسعار صالات الأفراح في الفنادق، فأقام «أبوغزالة» قاعات أفراح في الدور الاجتماعية للقوات المسلحة، فنزل السعر إلي 50٪ وحتي الآن والقوات المسلحة لم تصبح عالة علي الدولة المصرية، فلها مخابزها ومزارعها ومصانعها التي تنتج بل تفيض علي الأسواق لعمل اتزان داخلي في الأسواق. أعداء النجاح البعض يعتقد أن هذا يجعل القوات المسلحة دولة داخل الدولة؟ - هذا شيء عادي، فيوجد في كل مؤسسات الدولة من يطلق عليهم بأعداء النجاح، الذين يطلقون علي الناجحين أنهم أصبحوا دولة داخل الدولة، وهذا نوع من الغيرة والحقد علي القوات المسلحة. ما المشروع القومي الذي تحتاجه سيناء؟ - يجب العودة إلي استكمال المشروع القومي لتنمية سيناء الذي بدأ في عصر وزارة د. كمال الجنزوري وإعطاء قبلة الحياة للمشروعات المتوقفة حالياً مثل ترعة السلام، ومشروع السكة الحديد الذي كان المفترض أن يصل إلي «العريش»، ومشروع ميناء العريش وأرض سهل البقاع في جنوبسيناء، وإحياء القري السياحية الموجودة في محور خليج العقبة في «طابا» وجميع هذه المشروعات تتوافر لها البنية الأساسية الخاصة بها فقط تحتاج كما يقال تنفساً صناعياً بالقرار السريع الناجز وستنطلق سيناء إلي آفاق التنمية. بطبقة شخصية تخرج في الكلية العسكرية 1972. شارك في حرب أكتوبر 1973 بقوات الصاعقة. حاصل علي درجة ماجستير العلوم العسكرية. زمالة كلية حرب ناصر العسكرية. تدرج في المناصب العسكرية. قائد وحدات قوات الصاعقة. قائد قوات الحدود. محافظ شمال سيناء. محافظ جنوبسيناء. مستشار أكاديمية ناصر العسكرية. حاصل علي: - نوط الخدمة الطويلة. - نوط الواجب العسكري «مرتين». - نوط حرب أكتوبر 1973.