هددت الولاياتالمتحدة ودول الاتحاد الأوروبى اليوم الاثنين بفرض عقوبات على روسيا المتهمة بدعم الانفصاليين فى شرق أوكرانيا الذين يحتجزون منذ ثلاثة أيام مراقبين من منظمة الأمن والتعاون فى أوروبا. وامتد الحراك صباح اليوم الاثنين ليشمل مدينة "كوستيانتينفكا"، القريبة من دونيتسك، حيث سيطر مسلحون موالون لروسيا على مبنى البلدية، حسبما ذكرت وكالة فرانس برس. ووقف قرابة 20 ناشطا بزى مدنى من دون شارات أمام البلدية ومقر الشرطة لحراستهما, وعمد آخرون إلى بناء السواتر فى محيط مبنى البلدية حيث رفع علم "جمهورية دونيتسك", ويبلغ عدد سكان كوستيانتينفكا 80 ألف نسمة وهى تقع بين سلافيانسك ودونيتسك الخاضعتين ايضا لسيطرة الانفصاليين و يبقى الوضع فى سلافيانسك، معقل الحراك الانفصالى فى الشرق الناطق بالروسية متوترا بالرغم من أنه تم الإفراج عن واحد من 12 من مراقبى منظمة الأمن والتعاون فى أوروبا مساء الأحد، بحسب ما ذكرتة وكالة فرانس برس. وأشارت متحدثة باسم الانفصاليين "ستيلا خوروشيفا" فى تصريحات لها "لفرانس برس" إلى أن "المفاوضات مستمرة مع منظمة الأمن والتعاون فى أوروبا" من أجل إطلاق سراح الأحد عشر الباقين، وهم سبعة أجانب وأربعة أوكرانيين, وأوضحت "أنهم بخير"، لافتة إلى احتمال انعقاد مؤتمر صحافى بعد ظهر الاثنين. وكان زعيم الانفصاليين فى سلافيانسك فياتشيسلاف بانوماريف وصف الأحد المراقبين المحتجزين بأنهم "أسرى حرب". ويحتجز الانفصاليون منذ الأحد أيضا ثلاثة ضباط أوكرانيين يتهمونهم بالتجسس. ونقل التلفزيون الروسى صورا لثلاثة رجال معصوبى الأعين ومن دون سراويل، قاموا برفع بطاقات هوياتهم أمام الكاميرات, قائلا: "إن أحدهم يعمل فى دائرة مكافحة الإرهاب". واستولى المعارضون الأحد على محطة التلفزيون الإقليمية فى دونيتسك، من دون أن تتدخل الشرطة لمنعهم، كما أفادت به وكالة فرانس برس . وأصيب الاثنين فى خاركيف رئيس البلدية الموالى لروسيا غوانادى كيرنيس برصاصة فى الظهر فى اعتداء شنه مجهولون, وهو "يخضع الآن لعملية جراحية فى الظهر، ويكافح الاطباء من اجل انقاذ حياته"، وفقا لما جاء فى بيان البلدية. ويتهم الغربيون روسيا بدعم الانفصاليين وخلق حالة شبيهة بما حصل فى شبه جزيرة القرم التى انضمت الى روسيا فى مارس بعد استفتاء لم تعترف به كييف والدول الغربية. وبالنتيجة يحاول الغرب الضغط على روسيا عبر التلويح بعزلها دوليا. ومن المفترض ان تعلن الولاياتالمتحدة الاثنين عن تشديد العقوبات على موسكو، وفق ما صرح الرئيس الاميركى باراك اوباما خلال تواجده فى مانيلا فى اطار رحلته الاسيوية. ومن المفترض ان يعلن سفراء الاتحاد الاوروبى المجتمعون فى بروكسل ايضا خلال النهار تشديد العقوبات على روسيا بالتنسيق مع واشنطن. واوضح اوباما ان العقوبات ستشمل افرادا ومؤسسات وواردات روسيا من معدات عسكرية متطورة, وكان الرئيس الاميركى شرح الاحد ان الهدف من العقوبات هو ان "نفهم روسيا بانه يجب وقف الاعمال الرامية لزعزعة الاستقرار فى اوكرانيا". وحذر من انه "طالما ستستمر روسيا فى الاستفزاز بدلا من السعى الى تسوية هذه المسألة سلميا والى نزع فتيل الازمة سيكون هناك عواقب ستزداد حدتها". ولا تواجه روسيا حاليا سوى عقوبات اميركية واوروبية تستهدف مسئولين كبارا، الا ان المخاوف من فرض مزيد من العقوبات على الاقتصاد الذى يعانى من صعوبات، ادت الى هروب كبير لرؤوس الاموال مما حمل وكالة ستاندارد اند بورز للتصنيف الائتمانى الجمعة الى تخفيض علامة روسيا الى "ب ب ب". وتخشى الدول الغربية من التحركات الروسية على الحدود مع اوكرانيا حيث نشرت موسكو حوالى 40 الفا من قواتها واطلقت منذ عدة ايام مناورات عسكرية. وحذر وزير الخارجية الفرنسى لوران فابيوس الاحد من مخاطر حدوث "انزلاق عواقبه غير محسوبة" فى اوكرانيا ووجه نداء "لخفض التصعيد" خصوصا للروس ومؤيدى روسيا. وقد اثرت التوترات فى اوكرانيا ايضا على بورصة طوكيو حيث تراجعت الاثنين بنسبة 0.97 فى المئة.