ودّعت محافظة الفيوم فى الخامسة مساء اليوم، ابنًا من أبنائها، فقد حياته في سبيل الواجب الوطني، وهو فقيد الشرطة العميد أحمد زكي الضابط بالإدارة العامة للأمن المركزي بالجيزة، إثر تفخيخ سيارته وتفجيرها عند استقلاله لها في طريقه لعمله بمدينة السادس من أكتوبر. وكان على رأس المشيعين الدكتور حازم عطية الله محافظ الفيوم واللواء الشافعي حسن مدير أمن الفيوم والقيادات الأمنية والتنفيذية بالمحافظة إلى مثواه الأخير بمقابر الفيوم الجديدة بطريق القاهرة - أسيوط الغربى. أشار محافظ الفيوم إلى أن ما يصيب أبناء الشرطة، لن ينال من أمن واستقرار مصر والدولة تعمل جاهدة للقضاء على من يمارسون الاعتداء على الضباط والجنود. وتوجه محافظ الفيوم بالدعاء للفقيد بالرحمة وأن يسكنه الله فسيح جناته ويلهم أهله الصبر والسلوان ويرحم الله جميع شهداء الوطن. تم دفن الجثمان بمدافن الأسرة وسط مشاعر حزن كبيرة اعتلت المشيعين ووجوه زوجته، وأفراد أسرته ومنهم ابنة ضابط الشرطة، رافقوا الجثمان بعد تشييع الجنازة عسكريًا من مسجد أكاديمية الشرطة القديمة بالعباسية بالقاهرة، وتقدّمها المهندس إبراهيم محلب رئيس مجلس الوزراء واللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية والدكتور على عبد الرحمن محافظ الجيزة وعدد من قيادات وضباط وزارة الداخلية من زملاء الشهيد، وقد تم دفن الجثمان بمقابر الفيوم الجديدة التي تقع بطريق القاهرة - أسيوط غرب النيل. وقالت زوجة الشهيد: "حسبى الله ونعم الوكيل فى القتلة ممن لا يعرفون دينًا ولا ضمير "، يتموا أولادي". وأشارت إلى أنه بعد نزوله لتوجهه لعمله سمعت دوى انفجار شديد، فهرعت للنظر من شرفة المنزل فوجدت سيارة الشهيد قد انفجرت وهو بداخلها، وقالت بصعوبة والدموع تغلبها إنه كان إنسانًا بكل معنى الكلمة يمتاز بحسن الخلق ورؤوف بأشقائه وأقاربه وجيرانه وحتى بالحيوانات والطيور التى كان يحرص على تقديم الحبوب لها بنفسه، وتتساءل الزوجة الثكلى كيف لمن هم خير أجناد الأرض يقتلون كل يوم بدون وجه حق. وتضيف ابنته "منى" 19 سنة أنها أسرعت لحمل والدها بعد إصابته بعد وقوع الانفجار لتذهب به إلى أقرب مستشفى، ولن أنسى أبدا لحم قدمه وهو يتساقط فى يدى. وأشارت إلى أن الشهيد نطق الشهادة قبل صعود روحه بلحظات لأنه كان يلتزم بأدء فروض الصلاة فى مواعيدها، وقد أدى قبل نزوله واستشهاده صلاة الضحى وذلك قبل وقوع الانفجار بخمس دقائق. ويقول أحمد مصطفى عثمان أحد جيران الشهيد بحى الحادقة بمدينة الفيوم إن الشهيد كان يمتاز بالخلق الحسن، ويأتى كل أجازة ويجلس مع جيرانه، ويذكر له أحد المواقف الإنسانية عندما قام بإيقاف موكب لأحد المسئولين بميدان السواقى ليساعد سيدة مسنة للتوجه إلى الجانب الآخر من الطريق. من جانبه، وجه اللواء الشافعى حسن أبو عامر مساعد وزير الداخلية لأمن الفيوم، رسالة إلى الشعب المصرى، مفادها أن هذه الأعمال والتفجيرات، هى أعمال خسة وندالة وليس لها علاقة بأى دين والرجل، هو من يواجه وليس من يلقى بقنبلة تحت السيارة ثم يفر هاربا.