من سيوة- عبد الوهاب عليوة, تصوير- محمد فوزى: • واحات بكر لا يسكنها بشر..وتملأها الاثار... ويسرقها اللصوص • جبل الموتى بلا موتى. "مازالت سيوة منطقة بكر" ..جملة جاءت على لسان الدكتور عبد العزيز الدميرى المسئول الأول عن الآثار فى واحة سيوة ، ردا على سؤالى له عن إهمال الاثار فى الواحة، وهو ما شاهدته من خلال جولتى بها التى استغرقت خمسة أيام ،حيث واجهت شيوخ وعواقل القبائل بهذا الإهمال . شيوخ القبائل نفوا سرقة الاثار، ولكن اتضح لى من حوارى معهم أن خبرتهم محدودة بهذا الشأن،ولذلك أكد لي أحدهم ، اننى سأجلس مع د.عبد العزيرالدميرى المتخصص فى الاثار، مؤكدا أنه سيفيدني فى هذا الموضوع . و يظهر الاهمال فى أجل صورة فى مدينة شالى" أطلال سيوة القديمة " التى تقع فى وسط سيوة وقد بنيت أثناء القرن ال 12 الميلادى لحماية أهالى سيوة من القبائل المجاورة و استخدم فى بنائها المواد الطبيعية فالحوائط مصنوعة من الكرشيف "وهو الملح المخلوط بالرمال و السقف والأبواب من جذع النخل وتعرضت لأمطارغزيرة فى الثمانينيات دمرت جزءا كبيرامنها، ورغم أنها تعتبر تحفة أثرية إلا أنها تتعرض لعملية اغتيال بشعة بدأت بانتشار بعض الأبنية الحديثة داخلها وحولها ومما تسبب فى تشوه هذا الأثر المهم الذى ينبغى الحفاظ عليه ولا أدري كيف سمحت هيئة الآثار لهؤلاء بالعبث بهذه القلعة القديمة قدم الزمن . جزء كبيرمن "أطلال سيوة القديمة" تحول الى مأوى لحيوانات ضالة ، رغم أن شالى تعتبر من أهم معالم سيوة، حيث إنها هي أصل سيوة وتاريخها . ويقول الدكتورعبد العزيز الدميرى: إن هناك خطة موضوعة لترميم شالى بدأت بترميم المسجد وسوف تستكمل المدينة بعد الانتهاء من الدراسة" جبل الموتى ثاني ضحية لمسلسل الإهمال في الواحة هو "جبل الموتى" الذى يقع فى مدخل مدينة سيوة على شكل هضبة صخرية مسطحة يتوسطها مرتفع مخروطي الشكل، به آلاف المقابر المنحوتة أعلى الصخور ويرجع تاريخها الى العصر البطلمى أو الرومانى المتأخر وتحوى هذه المقابر زخارف ونقوشا لأهم الملوك والعظماء من أهمها مقبرة سى آمون و مقبرة التمساح و" مقبرة ني بر با جحوتى" و جميعها لم يتبق منها سوى بعض النقوش وتأخذ المقابر أشكال جحرات كبيرة صمم مدخلها علي هيئة العرش المصري ولا تحمل الواجهة أي نقوش ويتم النزول إلى المقبرة بدرج صغير. وتتكون المقبرة من حجرة طولية وفي نهايتها حجرة صغيرة بها سرير خرسانى مرتفع ليوضع عليه تابوت مومياء وبها6 فتحات صغيرة تبلغ مساحتها الواحدة منها مترا فى متر، كانت مخصصه لجمع المقتنيات التى اختفت جميعها، وقد تعرضت آلاف المقابرالموجودة بالجبل الى عملية تخريب وسرقة قديما على يد لصوص الآثار وهواة جامعي التحف فقد تمكنوا من عمل حفائر عشوائية ناهبين كل ما تقع عليه أعينهم من ذهب وحلي ومدمرين كل ماهو مفيد تاريخياً وبرديات وآوان فخارية ونحوهما ، كما قاموا بقطع أجزاء من الجدار الملون والمزخرف وواستولوا عليها، بالإضافة الى لجوء سكان الواحة قديما اليها للاحتماء بها أثناء الحرب العالمية لكى تقيهم ويلات الحروب مما أضر كثيراً بالنقوش والرسومات. و يؤكد احد حراس جبل الموتى أن الجنود أثناء الحرب العالمية قاموا بقطع أجزاء من اللوحات المرسومة علي الجدران واستولوا علي قطع ذهبية بحجة إيصالها إلى المسؤولين حتى أصبحت هذه المقابر خاوية علي عروشها "ويؤكد الدميرى أن هذه المقابر تم فتحها بعوامل الزمن أحيانا والعوامل البشرية أحيانا أخرى موضحا أن ذلك حدث قديما قبل إنشاء هيئة الاثار، ومؤكدا انه لم يتم الحصول سواء على مومياء واحدة منذ40 عاما موجودة فى مخزن الاثار فى سيوة ،مبرراعدم وجود متحف فى سيوة بقلة السياح مقارنة بالقاهرة بالإضافة الى قلة الإمكانيات ". ويقول محمد الذى يعمل فى أحد البازارات فى سيوة أن أحد الاجانب أكد له ان جبل الموتى مازال يحتاج الى عملية تنقيب ، مؤكدا أن مايحويه بطن الجبل أعظم بكثير مما هو على ظهره ، كما يوجد فى جبل الدكرور مقابر منحوتة يعود تاريخها الى العصر البطلمى قبل آلاف السنين، الا أنها خالية من أى نقوش على جدرانها ولايعرف متى تم سرقتها . و حول واحة سيوة توجد واحات من قديم الازل تعتبرمنجم آثار فهى لايسكنها بشر، رغم أن بها عيونا جوفية ونخيلا وآخر من سكن فيها الرومان تركوها ورحلواو انقرضوا فيها، ولكنها منطقة بكر فهى مليئة بالمقابر الحجرية و الرومانية وبعضها يوجد به معابد ،ومن هذه الواحات واحة شياطة تقع غرب سيوة 60 كيلو مترا قرب الحدود الدولية المصرية الليبية بها بحيرة طبيعية ونخيل ،وواحة العرج تقع شرق واحة سيوة 120 كيلو بها نخيل ومقابر حجرية من العصرالرومانى. كما توجد واحة البحرين التي تقع شرق واحة سيوة170 كيلو مترا وبها بحيرة طبيعية ونخيل ومعبد رومانى ومقابر رومانية ،وواحة نويميسة التى تقع شرق سيوة 190 كيلو مترا .بها بحيرة طبيعية ونخيل ومقابرحجرية من العصر الروماني، وأخيرا واحة سترا تقع شرق سيوة 220 كيلو مترا بها بحيرة طبيعية ومقابر حجرية من العصر الرومانى وحميعها لايوجد بها بشر و يتعرضون لعملية نهب منظم للاثار. ويحكى مصطفى يوسف صاحب محل شالى قائلا: جاء أربعة من الأجانب وخرجوا فى رحلة سفارى الى الجبل ونصبوا خيمتهم هناك لمدة يومين وبعد أن انصرفوا فوجئنا بعملية حفر مكان الخيمة رغم ان الجبل صخرى متسائلا كيف يمكن حفر هذه الحفرة فى يومين من المؤكد أن هؤلاء الاجانب كان معهم برقية تؤكد وجود مقبرة فى هذا المكان ويؤكد أن الجميع يعلم أن آثار سيوة تنهب . ويقول عادل السيد أحد أبناء سيوة: من يمتلك البردية يستطيع أن يصل المقبرة، مؤكدا أن هناك بعض الاجانب الذين يأتون الى الواحة يمتلكون هذه البرديات ، ويكون هدفهم من القدوم الى الواحة هو البحث عن المقبرة التى يحمل برديتها ، يحدث ذلك بمساعدة بعض المصريين أحيانا. صور