ترأس البابا تواضروس الثاني، بطريرك الكنيسة الأرثوذكسية اليوم الأربعاء، القداس الإلهي لتقديس زيت الميرون بعد إعداده أمس الثلاثاء، في دير الأنبا بيشوي، بوادي النطرون بحضور الأساقفة بالدير، وبدأ القداس بتلاوة الصلوات بعد وضع الزيت في الأماكن المخصصة له، قائلًا "بنعمة الله نبدأ إقامة قداس التقديس لزيت الميرون للمرة 38"، لافتًا إلى أن زيت الميرون يتم تصنيعه من 27 مادة زيتية، تعتبر أنقى أنواع الزيوت في العالم، ويستخدم في المعمدية بالأديرة والكنائس، حضر القداس الأنبا باخوميوس مطران البحيرة، وأساقفة ورهبان دير الأنبا بيشوي بوادي النطرون. ومن جانبه قال الأنبا صرابامون مدير العلاقات العامة بدير الأنبا بيشوي ل"الوفد"، إن الزيت يتم تجهزه للمرة 38 في تاريخ الكنيسة، وإنه أحد أسرار الكنيسة السبعة ويطلق عليه سر التثبيت، مضيفًا أن الميرون يتكون من 27 مادة نباتية ومواد أخرى، لافتًا إلى أنه تم إعداد كمية 600 كيلو جرام من زيت الميرون، بالإضافة إلى 300 كيلو من زيت الغاليلون، وصرح "صرابامون" أن زيت الزيتون المستخدم قدمته الأديرة القبطية، مشيرصا إلى أنه على درجة عالية من النقاء. يذكر أن زيت الميرون، أحد الأسرار السبعة المقدسة في الكنيسة، تم عمله وسط جدل كبير بين الأقباط، بسبب إعتماد طريقة جديدة لعمل هذا الزيت، والميرون تعني طِيب مقدّس أو دهن مقدّس، ويتم عمله عقب سر "التعميد"، ويرجع أصل الكلمة إلى اليونانية والتي تعني "الزيت"، حيث يستخدم زيت الزيتون لصناعة الميرون بجانب مواد أخرى تضاف له، حيث أن شجر الزيتون فيه أشياء تشير للأبدية "بحسب الاعتقاد المسيحي"، باعتبار أن شجرة الزيتون هي الشجرة الوحيدة التى لا يقع ورقها أبدًا ولا تجف وتظل طول السنة خضراء. وفي نفس السياق شهدت مدينة وادي النطرون، استنفارًا أمنيًا مكثفًا أمام دير الأنبا بيشوي، بالتزامن مع إقامة قداس "الميرون"، الذي يطلق عليه الأقباط السر الثاني للكنيسة، كما شهد الدير تواجد ملحوظ من الأقباط الأرثوذكس، لحضور القداس الذي ترأسه البابا تواضروس.