قدمت وزيرة الثقافة البريطانية ماريا ميلر، باستقالتها صباح اليوم –الأربعاء- على خلفية اتهامات لاحقتها وجدل حول إساءة استخدام مخصصاتها المالية خاصة بالإنفاق على منزل تملكه فى جنوبلندن. ويأتى إعلان استقالة الوزيرة الساعة السابعة والنصف صباحا قبل ساعات من مواجهة رئيس الوزراء لأسئلة نواب مجلس العموم اليوم. وقالت ماريا فى خطابها لكاميرون: "إن الجدل السارى حاليا يشتتها عن العمل الحيوى الذى تقوم به هذه الحكومة". ورغم الاستقالة، إلا أنه لا يوجد أى تلميح بشأن طريقة تعاملها مع النفقات الخاصة بالمنزل. وفى خطاب قبوله الاستقالة، أعاد رئيس الوزراء التأكيد مجددا على أن الاتهامات الرئيسية الموجهة ضدها أثبتت أنها لا أساس لها من الصحة. وتشير لغة الخطاب إلى أن كلا من ميلر وكاميرون غاضبان من القرار الذى أجبرا عليه عليه بسبب انتقادات الجمهور والصحافة، والأهم هى خسارة دعم النواب المحافظين. يذكر أن نحو 140 ألف شخص كانوا قد على عريضة على الإنترنت تدعو لاستقالة وزيرة الثقافة أو سداد مبلغ 45 ألف جنيه استرليني، وهو المبلغ الذى حددته لجنة التحقيق البرلمانية كدين عليها، قبل أن تقلل هذه اللجنة من المبلغ. كان وزير بريطانى بارز قد وجه انتقادا شديدا لوزيرة الثقافة البريطانية، قائلا إنها تطالب بنفقات متزايدة قدرت بحوالى 1.4 مليون جنيه إسترلينى أنفقتها على منزل تملكه فى جنوبلندن، واتهمها بأنها فشلت فى التعاون مع لجنة التحقيق البرلمانية. وأكد الوزير، الذى اشترط عدم ذِكر اسمه، لصحيفة التيليجراف البريطانية "أرى أنها تصرفت بشكل يتضارب مع كونها تنتمى لمجلس الوزراء، وأن قرار بقائها حتى الآن فى التشكيل الوزراى يرجع إلى أن رئيس الوزراء ينظر إلى نوع جديد من السياسة". ووصف الرئيس السابق للجنة معايير الحياة العامة أليستير جراهام فشل ميلر فى التعاون الكامل مع لجنة التحقيق فى النفقات بأنه "صادم للغاية"، ويرى وزير آخر، لا يرغب فى الكشف عن اسمه، أنه لا بد من أن يستقيل مستشار ميلر، وطالب نشطاء فى حضور رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، بإقالة ماريا. وكشفت وثائق جديدة تشمل فواتير المياة والكهرباء أن وزيرة الثقافة أنفقت على منزلها 1.4 مليون جنيه استرليني، وبلغت تكاليف الفواتير فقط حوالى 3700 جنيه إسترلينى لمدة عام واحد. وأنفقت ميلر 90 ألف جنيه إسترلينى بين العامين 2005 و2009، كفوائد عقارية وتكاليف أخرى على المنزل ذاته فى فى باسينجستوك، ويشار إلى أنها استأجرت ثلاثة منازل آخرى هناك.