كلنا يعلم أن الهيئة الوفدية ستنعقد فى الخامس و العشرين من أبريل الجارى لإنتخاب رئيس الوفد للأربع سنوات القادمة ، و حتى هذه اللحظة لم يتقدم للترشح لرئاسة الجمهورية أى مرشح بصفة رسمية و كل من أعلن أنه ينوى الترشح هو مجرد مرشح محتمل حتى يتقدم بأوراق ترشحه للجنة العليا للإنتخابات الرئاسية و تعلن اللجنة قبولها لهذه الأوراق و استيفاؤه شروط الترشح . و يبدأ المرشحون الفعليّين عرض برامجهم بصورة كاملة و ليس ملامح البرنامج التى نشرت هنا أو هناك و عندها يستطيع كل شخص أن يقرر من هو المرشح الذى سيختار . من هنا كانت دهشتى و استغرابى لقيام الهيئة العليا للوفد بإستباق اجتماع الهيئة الوفدية صاحبة الاختصاص الأصيل فى اتخاذ القرارات السياسية الهامة و المصيرية و لدينا من السوابق ما نستند اليه عندما دعا رئيس الوفد الهيئة الوفدية للإجتماع لتحديد قرار خوض الانتخابات البرلمانية من عدمه فى عام 2010 و بالفعل اتخذت الهيئة الوفدية قرار خوض الانتخابات . و السؤال الآن لماذا لم تحيل الهيئة العليا أمر دعم مرشح بعينه أو ترك الأمر لإختيار كل عضو طالما أن الوفد ليس له مرشح يمثله فى هذه الانتخابات الى الهيئة الوفدية التى كان من الممكن أن يعرض عليها الكشف النهائى لمرشحى الرئاسة الفعليّين حتى تحدد أحدهم لدعمه أو تقرر ترك ذلك لكل عضو . إن ما فعلته الهيئة العليا هو للأسف نوع من الوصاية على الوفديين الذين انتخبوهم لعضوية هذه الهيئة و هو ما نربأ بهيئتنا العليا أن تفعله خاصة و أن المرشح الذى أعلنت الهيئة العليا دعمه لم يطلب علناً تأييد الوفد و لم يسع إلى طلب ذلك بحضوره الى بيت الأمة و طلب دعم الوفد أقدم و أعرق حزب ليبرالى فى مصر و العالم الثالث ؛ مما يجعل الوفد العريق يدخل فى سباق هرولة مشبوهة لا يحتاجها الوفد . أكتب هذه السطور فى إطار الوفد ضمير الأمة الذى هو فى حقيقة الأمر العباءة التى تضم كل الأراء و تسمح بالإختلاف و الحوار و لا تتردد قياداته إذا اقتنعت بوجاهة و منطقية الرأى المعروض أن تغيّر القرار للوجهة الصحيحة و التى تقوى القرار و تدعمه و تجعل طريقة إصداره و اتخاذه أكثر ديمقراطية و بعيدة كل البعد عن الشبهات . لكل ما سبق فإننا نطلب من الهيئة العليا للوفد إحالة أمر موقف الوفد من الانتخابات الرئاسية و مرشحيها إلى الهيئة الوفدية المنعقدة فى الخامس و العشرين من الشهر الحالى . "رعى الله الوفد وحمى الوطن وبارك كل مخلص له أمين .. آمين . ** مراسل "الوفد" بالأمم المتحدة و نيويورك