من أخيك الأصغر مقاماً والأكبر سناً. قرأت يا أخي العزيز تصريحك في وفد 27/3 بشأن إحالة أكثر من خمسمائة متهم بالإرهاب والقتل والترويع إلي فضيلة المفتي تمهيداً لإعدامهم. وأصارحك القول أن تصريحك لم يلق ارتياحاً في نفسي، فقد تضمن تلميحاً بأنه كان هناك إخلال بحق الدفاع عن المتهمين. بصفتي محامياً بحكم المهنة أقول لك إن قضاءنا الشامخ لم يخل بحق الدفاع. ولكن الذي أخل به هو عصابة المتهمين بالقتل والتفجير ومحاولة إحراق مصرنا الحبيبة ما لم تسمح لهم بأن يحكموها بفكرهم المريض وفقههم الخارج من كهوف العصور الوسطي التي لفظتهم إلي مصرنا المنكوبة بهم، قاموا بمجرد بدء الجلسة بإثارة الضجيج والبلطجة ورفض الرد علي القضاة. وساعدهم محاموهم في هرجهم علي أمل أن يكون ذلك سبباً لرد المحكمة والعبث بالعدالة وإطالة أمد المحاكمة. وقد تصدي قضاؤنا الشامخ لهم واستعمل حقه القانوني كاملاً. والذي ينص عليه القانون أنه إذا حدث من المتهمين هرج وتطاول علي المحكمة ومحاولة عرقلة سير العدالة يحق للقاضي أن يحجز القضية للحكم ويحكم بما توافر في أوراق الدعوي من أدلة وقرائن. وهو بالضبط ما فعله قضاؤنا الشامخ في هذه الدعوي. أقدر يا أخي العزيز حرصك علي إعطاء حتي الإرهابيين والقتلة المجرمين حق الدفاع عن النفس كاملا حتي تتحقق العدالة. فهذا حق القاتل المجرم علي المجتمع. فأين حق الضحايا، ومن يثأر لدماء الشهداء الأبرياء من المواطنين وأبطال الجيش والشرطة الذين كانت جريمتهم هي الوقوف في وجه الفئة الباغية ومنعها من تحطيم أرض الكنانة والدولة التي ظلت قائمة سبعة آلاف سنة كما قلت في خطابك الأخير في مرسي مطروح؟ أختم عتابي لك بالآية الكريمة: «ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب». أحمد عز العرب نائب رئيس حزب الوفد