الدكتورة زينب زمزم من أهم مخرجي أعمال الأطفال في العالم العربي، عشقت مادة الصلصال ووظفتها في أفلامها حتى أصبحت رائدة في هذا المجال، امتعتنا ب «قصص الأنبياء» التي خلقت بينها وبين الأزهر حالة تقدير خاص بعد أن أشاد بأعمالها، لحرصها على تقديم أعمال فنية مبسطة للطفل عن حياة الأنبياء، كما أنها تناقش البعد الاجتماعي في أفلام دينية لنشر الأخلاق وفضائل الكرم وسماحة الدين. خلال الفترة القادمة تستعد لعمل فني جديد للأطفال عن حياة سيد الخلق محمد رسول الله، وعن مسلسلها القادم «محمد رسول الله» قالت: يحكي قصة حياة النبي في صدقه وأمانته، وفكره المعتدل، ونشر الدعوة، ليكون مثالاً حياً للشباب في وقت تبث فيه قنوات تريد صناعة الفتنة في مصر من فتاوي لشيوخ يكرهون مصر ويريدون تقسيمها ويحرضون على قتل الأبرياء. وأضافت: مجمع البحوث الاسلامية يصف أعمالي بالمعتدلة، لأني بشكل أو بآخر أختار أعمالاً دينية بسيطة دون تعقيدات ودون ألغاز فكرية، لأنني أقدم للطفل العمل الديني في إطار فني عصري وجذاب يواكب أحدث ما وصلت الصورة إليه من تطورات تقنية وأحدث ما يمكنني تقديمه من مؤثرات فنية. وترى زينب أن الأزهر الشريف حافظ على القيم الوسطية، ولا يمنع الأعمال الفنية الدينية بشكل عام و لكنه يتصدى لأعمال تعمل على ظهور الأنبياء والرسل والمبشرين والمبشرات بالجنة من منطلق تحجيم خيال الفرد احتراماً لقيمة هذه الشخصيات كقدوة إنسانية عامة وقيمة دينية خاصة، فالأمر ليس تحجيماً للأعمال الفنية بل مراعاة للمردود الثقافي والفكري للمتفرج بشكل خاص. وقالت: إن أغلب ما نتلقاه من لجنة تقييم الأعمال الفنية بالأزهر يكون في بعض التفاصيل الفنية التي لا تؤثر على السياق الدرامي، ومن المتعارف عليه لجوء الكاتب الذي يتناول موضوعاً نفسياً أو قانونياً إلى المتخصصين في هذا المجال، حتى يقف على أبعاد الموضوع المطروح، وهذا ما يقوم به الأزهر كمؤسسة علمية عريقة تعتني بالكثير بصحيح الدين، وبالتالي عندما يتعلق الأمر بأحد أفرع هذه العلوم الدينية يكون الأزهر هو الجهة التي نلجأ إليها لأنه أفضل من يفصل في هذا في إطار خبرات علمائه العلمية الشاملة والمتراكمة على مر عقود طويلة وطوال أزمنة مجتمعية متعاقبة، نحن نعيش في زمن مجتمعي معين، محدود الزمان، والعلاقات فيه متغيرة، وميزان الفصل لابد أن يكون علمياً وليس بناء على آراء شخصية. وقالت: من خلال تجربتي الشخصية، في إخراجي أعمالاً دينية لم يقف الأزهر أمام أ ي سرد قصصي خاص بالصحابة أو الأنبياء، فنحن لنا قراءتنا الأولى عندما يقدم لنا أي سيناريو والتي لا تختلف غالباً عن المبادئ والقيم المتعارف عليها. وتأمل زمزم بحل مشكلة الانتاج السينمائى في مصر، وتنتبه الدولة لأهمية إنتاج فيلم يفتتح به مهرجان سينما الطفل، فلا يجوز أن تستضيف مصر مهرجانا عالمياً وهى غير قادرة على تقديم فيلم الافتتاح رغم وجود العناصر الفنية المطلوبة وخاصة من فناني التحريك. وتطالب زمزم الدول العربية بإطلاق كيان عربي للانتاج الفني من أجل الطفل، وتعزيز معاني الحق والخير والجمال، حتى نواجه التحديات العالمية، فالكتابة للطفل لها معايير على عكس التوجه للكبار بأي عمل فني حيث حرية الحركة في استخدام، الرمزية والتعقيد المتعمد الذي يساهم في الحبكة الفنية للعمل.