ظهر عارف بالله فى العقد الأخير من القرن التاسع عشر ربما لا يعلمه الكثيرين وإنما إذا رجعت إلي العلماء المسلمين نجد فقية كبير يسمي محمد محمد أبو خليل رضى الله عنه ، وبرغم أنه كان أميا لا يقرأ ولا يكتب ولم يتلق تعليما فى مدرسة أو جامعة ، إلا إنه كان حافظا للقرآن الكريم كما أنه كان آية من آيات الله فى عصره فى جميع العلوم الدينية والعلوم المتصلة بالإنسان والكون والفلك والحياة والكمياء والفيزياء ناهيك عن علوم التفسير والحديث والفقه والتاريخ والفلسفة .. وهكذا كانت نشأة المدرسة الخليلية الصوفية فى مدينة الزقازيق بمصر ، ومثلما كانت كرامات وأحوال الحاج محمد أبو خليل كانت كرامات وأحوال إبن إبنه الشيخ أحمد الشافعى محمد محمد أبو خليل تلك المدرسة التى تميزت عن غيرها من المدارس الصوفية بفيض جليل من الفتوحات والإلهامات التى يشهدها حتى الآن من أتيحت له حاليا زيارة الشيخ صالح أحمد الشافعى محمد محمد أبو خليل وذلك كله من فضل الله تعالى وببركة سيدنا محمد (ص) على هذه المدرسة النورانية والتى تجسدت واضحة فى الشيخ صالح الشخ الحالى للطريق الخليلى . ولد الشيخ صالح فى التاسع من سبتمبر عام 1958 فى كفر النحال بالزقازيق بمصر وكان موله لأبوين منسوبين إلى الدوحة المحمدية المباركة جامعا بين الحسنين فوالده العارف بالله الشيخ احمد الشافعى أبو خليل يمتد نسبه إلى سيدنا الحسين رضى الله عنه ، أما نسبه من والدته فيتصل بسيدنا الحسن رضى الله عنه . وقد بدأت إمارات الوراثة المحمدية واضحة جلية باطنا وظاهرا على الشيخ صالح حيث قال عنه أبوه الشيخ أحمد الشافعى منذ أن كان صبيا : هو ولى وأكبر من أبيه ، وقال عنه أيضا : أنا أربى الإخوان وسيدنا النبى يربى صالحا . ويروى عنه بعض المعاصرين لطفولته الأولى أنه حينما أتى شهر رمضان كان الشيخ صالح فى المهد رضيعا يتوقف عن الرضاع طوال اليوم وحتى آذان المغرب ، وهذا أمر نادر الحدوث إلا لمن وهبه الله تعالى الولاية الكاملة ، وقد حدث هذا الأمر مع كل من سيدى عبد القادر الجيلانى وسيدى إبراهيم الدسوقى رضى الله عنهما عندما كانا رضيعين. والشيخ صالح نورانى الطلعة حسن الهندام والمظهر والصورة فهو يلفت النظر من نورانية وجهه ، وتذكرنا طلعته قول جده الشيخ الحاج محمد أبو خليل منشىء الطريق ” أولادى أولياء فى بدل أفرنجى ” والحقيقة أن سمة حسن المظهر هى سمة غالبة فى معظم أولياء الله ليس فقط أشياخ الطريقة الخليلية بل فى الكثير من الأولياء مثل أبو الحسن الشاذلى وأبو العباس المرسى وغيرهم ، فالتصوف الحقيقى ليس بلبس المرقعات والملابس الرثة وإنما هو صفاء القلب من شوائب الأكدار. وقد تولى الشيخ صالح الطريق الخليلى بعد إنتقال والده ، ليتسع الطريق فى عهده إلى الملايين داخل مصر وخارجها حتى الدول غير العربية والشيخ فى منهجه يربى بالحال وليس بالمقال فهو لا يلقى الخطب ولا يرتقى المنابر ولا يظهر على الشاشات الفضائية وهى سمة من يربى العقول ، ولكنه يربى القلوب بالنظر وقليل الكلام وقد إتسع الطريق كما ذكرت فى عهده وضم جميع الطبقات من بسطاء ووزراء وعلماء وكتاب وقضاة وضباط وغيرهم من مختلف فئات المجتمع.