تبث إذاعة القاهرة الكبرى كل أربعاء الساعة 10.15 مساءً، العمل الفنى "سيرة أبوزيد المصرى"، قصة القاص على داود، وأشعار الشاعر محمد شحاتة، وغناء أحمد سعد الدين، وعلى الربابة محسن مارادونا. يقول على داود إن سيرة أبو زيد المصرى نموذج حى لاستعادة الوظيفة الحقيقية التى قام عليها التراث الشعبى، ألا وهو التعبير عن قضايا المجتمع الآنية والتأريخ لها، بما أن الحاضر المصرى الآن ملىء بالتطورات التاريخية المتسارعة، فتولدت الرغبة فى التأريخ لهذه التطورات من خلال عمل فنى يحاكى السيرة الهلالية فى قالبها الفنى وأدواته التراثية، من مطرب شعبى "أحمد سعد الدين"، وشاعر يحكى "محمد شحاته"، وعازف ربابة "محسن مارادونا"، يعبر بعزفه عن المواقف الدرامية المختلفة. ويوضح مؤلف القصة أن الأدوات المستمدة من التراث الشعبى مثل الربابة وهى آلة موسيقية شعبية، كما أن الشاعر محمد شحاتة عبر عن المواقف الدرامية التى كتبها على داود من خلال الموال الرباعى والسباعى، وكذلك مربعات فن الواو. وهذه القوالب الشعرية مستمدة من التراث الشعبى الصعيدى، وهو ما راعاه المطرب أحمد سعد الدين مع عازف الربابة عند غنائه لهذه الأشعار أن تكون التيمات الموسيقية من روح موسيقى السيرة الهلالية نفسها. تتلخص قصة أبو زيد المصرى فى شاعر ربابة صعيدى، ورث غناء السيرة الهلالية عن والده سلامة المصرى، الذى أطلق أسماء أبطال السيرة على أولاده من عشقه لها، وأبو زيد لا يبتغى من الدنيا سوى الستر لنفسه وزوجته صباح التى آنسته فى وحدته، وعوضته بابنيه "حمدان" و"خليفة" ابتعاد أخوته عنه. ومع تطور الأحداث والمواقف يصطدم أبو زيد بفساد السلطة وجبروتها وظلمها، ويفقد على إثر ذلك زوجته وأحد ابنيه "حمدان"، فيقرر أن يترك غناء السيرة الهلالية، التى وصاه والده بالحفاظ عليها، فهى أيضاً رسالة مهمة وليست مصدراً للرزق فقط، ولكنه فى ظل مأساته يشعر بالحاجة إلى إبداع سيرته الخاصة المعاصرة التى تعبر عن واقع "مصر – مبارك" من ظلم وفساد لا يشعر بوطأته سوى "الغلابة" ممن لا يبتغون من الحياة سوى الستر والرضا، وعندئذ تقوم الدنيا ولا تقعد. ويبدأ الشاعر الصعيدى المجهول الذى يغنى على ربابته أوجاع الناس، يصبح مصدر تهديد لسلطة هشة غاشمة، فيكون الصراع بينهما، الذى نستعرض من خلاله الأسباب التى أدت إلى سقوط دولة مبارك وخروج الشعب فى يناير 2011، وتتلخص رسالة العمل فى المربع الذى يتغنى به أبو زيد فى تتر النهاية: "ولا صوتى يسكت عن الحق، ولو موتى كان النهاية، جبل المظالم ما ينشق، غير لما نحكى الحكاية". يشار إلى أن فريق العمل أقام بعض الحفلات من أجزاء السيرة على مسرح ساقية الصاوى، ومعرض القاهرة الدولى للكتاب.