اعتبرت صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" الأمريكية اليوم الخميس أن الشرطة المصرية هي السبب في تفاقم الأمور خلال الاشتباكات التي وقعت الثلاثاء الماضي بتصرفاتها الهوجاء وعودتها للأسلوب القديم من استخدام الوحشية في قمع الاحتجاجات، حيث كانت يمكن أن تهدأ الأمور لو أنها لم تسارع باستخدام القنابل المسيلة للدموع والرصاص. وقالت الصحيفة إن الاشتباكات التي اندلعت مع الشرطة هي الأسوأ منذ سقوط مبارك وتكشف انعدام الثقة العميق والغضب المتزايد تجاه الدولة وجهاز الشرطة، فقد كان عدد المتظاهرين صغيرا نسبيا في البداية لكن بطش الشرطة بهم دفع المئات للتدفق للشوارع، الأمر الذي أذهل شرطة مكافحة الشغب التي استخدمت حتى الحجارة وقنابل المولوتوف لقمع المتظاهرين. ونقلت الصحيفة عن أحد المحتجين ويدعى محمود غريب قوله : "إننا سوف نبقى خارج وزارة الداخلية حتى نثأر لدماء الشهداء". وكانت وزارة الداخلية لعقود رمزا لقمع الدولة، ويكفي تذكر مقتل أكثر من 800 متظاهر على أيدي الشرطة وقوات الأمن خلال الثورة، فالمصريون يشكون من أن القضايا المرفوعة ضد المسئولين، ولاسيما وزير الداخلية حبيب العادلي ،الذي قد يواجه عقوبة الإعدام إذا أدين بتهم قتل المتظاهرين، تتحرك ببطء شديد. والتقط أشرف عبيد أحد المتظاهرين طرف الحديث من غريب وقال:" كنا نتظاهر سلميا في التحرير (الثلاثاء) عندما جاءت الشرطة لمهاجمتنا وظلوا يطلقون الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي منذ العاشرة من مساء الثلاثاء وحتى الرابعة من صباح الأربعاء". ويصب الكثير من المصريين جام غضبهم على الشرطة، وهذا الأمر دفع العديد منهم لعدم العودة للعمل من جديد بعد قيام الثورة، خوفا من انتقام المصريين.