يبدأ الرئيس الامريكي باراك اوباما بعد غد جولة تشمل اوروبا والسعودية يهدف من خلالها الى طمأنة حلفاء واشنطن حول قضايا عدة ابرزها التوتر مع روسيا على خلفية الازمة الأوكرانية، والمفاوضات النووية مع ايران. وستسمح الجولة المقررة منذ مدة طويلة للرئيس الامريكي بالاطلاع على التقدم الحاصل في عملية تفكيك المواد النووية في القارة العجوز، وهي الاولوية التي حددها اعتبارا من ولايته الاولى في 2009. ويعتبر موضوع الامن النووي في صلب الارث السياسي الذي يريد اوباما ان يخلفه وبالرغم من اهمية تلك القضية، من المتوقع ان تطغى ازمة الحاق شبه جزيرة القرم بروسيا على محادثات قمة الامن النووي الثالثة التي تعقد في لاهاي يومى الاثنين والثلاثاء، بعدما فشل الامريكيون والاوروبيون في تداركها. وتواجه موسكو المزيد من العقوبات الدولية بسبب الحاق القرم بها، وهي مهددة بالطرد ايضا من مجموعة الثماني من قبل الاعضاء السبعة الآخرين. ومن المفترض ان يلتقي قادة الدول السبع مساء غد على هامش قمة الامن النووي. ولكن بعيدا عن هذه الخطوة الرمزية، يسيطر الشك على التحالف بين واشنطن وشركائها الأوروبيين. وتحدث اوباما الخميس عن التعرض لقطاعات أساسية في الاقتصاد الروسي، ولكن من شأن الهجمات الدولية المضادة على موسكو ان تؤذي الاتحاد الاوروبي اكثر من الولاياتالمتحدة، وخصوصا في قطاع الطاقة. وليست الأزمة الأوكرانية وحدها التي ستشغل زيارة أوباما، حيث انها تتزامن أيضا مع محادثات حول اتفاق تجارة حرة بين المنطقتين، بالإضافة الى تأثيرات قضية ادوارد سنودن، المتعاقد السابق مع وكالة الأمن القومي الامريكي والذي كشف عن وثائق تبين تجسس واشنطن على عدد من قادة الدول الحليفة لها. ويزور الرئيس الأمريكي ايضا الخميس ايطاليا والفاتيكان حيث سيستقبله البابا فرنسيس. وكان اوباما تحدث عن اعجابه برسالة البابا حول التفاوت الاجتماعي، وهو امر يقع في صلب اولوياته في الموازنة العامة في مواجهة الجمهوريين في الكونجرس. ويختتم اوباما جولته الخارجية بزيارة الى المملكة العربية السعودية يومي الجمعة والسبت. وكانت الرياض عبرت عن شكوكها فيما يتعلق بالمفاوضات النووية بين ايران ومجموعة 5+1، كما انتقدت ضعف الدعم الامريكي للمعارضة السورية.