أساطير كثيرة نسجها العامة حول قصر قارون بالفيوم والذى يقع فى مركز يوسف الصديق على مسافة 60 كيلو مترًا، غرب مدينة الفيوم، وقرابة 130 كيلو من القاهرة على مقربة من شلالات وادى الريان، أهمها أنه قصر قارون، الذى ورد ذكره فى القرءان وأنه مليء بالكنوز، وأن من أسفل جدرانه طريق يصل بين الفيوموالإسكندرية، وهى مسافة تزيد على 250 كيلو مترًا وأن عدد حجراته 366 حجرة، بعدد أيام السنة، والحقيقة أن هذه خرافات لا صلة لها بالحقائق العلمية. من المعروف أن "معبد قصر قارون" هو معبد من العصر اليونانى، ولا علاقة له بقارون الذى جاء ذكره فى القرءان الكريم؛ والذى قال عنه "فخسفنا به وبداره الأرض". معبد قصر قارون كما يذكر أحمد عبد العال "مدير عام الآثار بالمحافظة" معبد من العصر اليونانى الرومانى وخصص لعبادة الإله سوبك و"ديونيسيوس" إله الخمر والعربدة والحب "عند الرومان" وأن سكان المنطقة فى العصور الإسلامية أطلقوا عليه تسمية قصر قارون لوجوده بالقرب من بحيرة قارون المجاورة له؛ والتى تم تسميتها بهذا الاسم لكثرة القرون والخلجان بها فأطلق عليها فى البداية بحيرة (القرون)، وحرفت إلى بحيرة قارون؛ مع العلم أن هذه البحيرة فى الأصل البقية الباقية من بحيرة موريس فى العصور الفرعونية، إما عن الطريق الذى يربط بينه وبين الإسكندرية فالحقائق العلمية تؤكد وجود طريق برى يصل بين الفيوموالإسكندرية، وكان يستخدم فى نقل البضائع أيام الرومان من الفيوم ومحافظات الصعيد إلى ميناء الإسكندرية. وبالنسبة لعدد الحجرات فى المعبد فإنها لا تقترب من مائة حجرة، وكانت تستخدم لتخزين الغلال وبالطبع لا وجود لكنوز فى المعبد لأنها حقيقة ذكرها في القراءن عن الخسف الذى وقع لقارون وداره؛ بالإضافة إلى أن مكان وجود قارون غير معروف فى مصر خاصة وأن القراءن لم يحدد مكانه أو مكان قصوره، وإنما فقط أورد القصة للعبرة دون تحديد المكان. إحدى الدراسات الحديثة أكدت تعامد الشمس على معبد قصر قارون فى يوم 21 ديسمبر من كل عام، وتم تشكيل لجنة ضمت أحمد عبد العال "مدير عام الآثار بالفيوم" ومحمد طنطاوى مدير هيئة تنشيط السياحة السابق بالمحافظة وعدد من القيادات السياحية والأثرية بالفيوم؛ والتى أكدت ما جاء بالدراسة وأن الشمس تتعامد على قدس الأقداس بالمعبد فى هذا التوقيت ويستمر التعامد حوالى 25 دقيقة. وكان الدكتور مجدى فكرى الأستاذ بكلية السياحة وعدد آخر من الباحثين قد قاموا بنشر أبحاث فى إحدى المجلات العلمية عن تعامد الشمس على قدس الأقداس فى المعبد فى هذا التاريخ من كل عام، والذى يوافق الانتقال الشتوى. وتأكدت اللجنة من تعامد الشمس على المقصورة الرئيسية واليمنى فى قدس الأقداس ولم تتعامد الشمس على المقصورة اليسرى، وهو ما أكده البحث أن هذه المقصورة كان بها مومياء التمساح رمز الإله (سوبك ) إله الفيوم فى العصور الفرعونية والذى لا يمكن أن يعرض للشمس حتى لا تتعرض المومياء للأذى وأن هذه المومياء من المفترض أن تكون فى العالم الآخر وأن الشمس تشرق على عالم الأحياء.