وزير السندويتشات: نحن فاشلون والسيسى مخادع

نشرت صحيفة (جارديان) البريطانية مقالا ل"يحيى حامد"، وزير الاستثمار السابق بحكومة الرئيس المعزول "محمد مرسي"، وأقر خلاله بارتكاب حكومة مرسى العديد من الأخطاء، ولكن فى الوقت ذاته رأى أن نظام وزير الدفاع "عبد الفتاح السيسي" جعل البلاد ترضخ وتركع على ركبتيها وأدخلها فى كارثة حقيقية.
واستهل الوزير السابق، المشهور إعلاميا ب"وزير السندويتشات" بعد فضيحة إنفاقه أكثر من 80 ألف جنيه ساندويتشات لمستشاريه، مقاله قائلًا: استند الانقلاب العسكرى – على حد زعمه - فى مصر فى يوليو 2013 على ثلاث حجج مخادعة بسيطة، وهى أن العام الأول لمرسى فى منصبه كان كارثة، والحجة الثانية أن الشعب طالب بعزل مرسى ورحيله مع جماعته، والحجة الثالثة بأن الجيش هو الخيار الأفضل للبلاد.
ولم ينكر "حامد" ارتكاب حكومة مرسى للعديد من الأخطاء، ولكنه أكد على عملهم بجهد للتخلص من الماضى الاستبدادى لمصر ولكنهم "فشلوا فى جميع الجبهات". مضيفا أن سياسة مرسى كانت تهدف إلى تفضيل الروح الوطنية على المصالح الخاصة ولكن هذه السياسة لم تعمل مع جماعات المصالح المكتسبة، ولا سيما الجيش والأجهزة الأمنية والقضائية والنظام القديم ورجال الأعمال الفاسدين، ممن رأوا أن امتيازاتهم سوف تتآكل فى مصر الجديدة الديمقراطية.
وتابع "حامد" قائلًا: أصبح واضحا بعد 8 أشهر من عزل مرسى أن هذه الحجج الثلاثة زائفة وكاذبة. فالكثير من المصريين تظاهروا سلميا للمطالبة باستعادة سيادة الشرعية، وأعرب العديد من موظفى الحكومة عن غضبهم لفشل الحكومة فى الإيفاء بوعدها بحصول 6 ملايين عامل على الحد الأدنى للأجور.
وسخر "حامد" قائلًا: فى الوقت الذى تشهد فى البلاد حالة من الغليان وتصاعد إضرابات العمال وإضرابات الأطباء وغيرها، يخرج علينا الجيش بالاكتشاف المذهل المعالج لفيروس سى والأيدز والتى اعتبرها "حامد" محاولة غريبة لكسب شعبية المصريين وصرف الأنظار عن فشلهم.
ورأى "حامد"، فيما يخص مجال الطاقة، أنه كان من المفترض أن يبلى السيسى بلاء أفضل من ذلك فى هذا المجال نظرا للدعم المنقطع النظير له من قبل الدول الخليجية، إلا أن ذلك لم يحدث وازدادت الطوابير من أجل الحصول على الوقود يوميا، والبلاد تواجه عجزا فى موارد الطاقة يقدر بنحو 30%، كما أن مصر التى كانت تصدر الغاز، اليوم بحاجة لاستيراده من إسرائيل.
واعتبر "حامد" أن هذا كله بالإضافة إلى مجموعة من العوامل الأخرى كزيادة البطالة وعمليات القتل والاعتقال التعسفية قد تدفع مصر نحو كارثة اقتصادية فى ظل نظام وصفه بالأكثر قمعا فى تاريخ مصر الحديث.
وختم "حامد" مقاله قائلًا: دفعنا ثمنا باهظا لأخطائنا. وتعلمنا أنه ليس هناك سوى النهج الثورى – القائم على توحيد القوى الثورية من مختلف ألوان الطيف السياسى – الذى يمكن أن ينجح فى إعادة بناء بلدنا. ونحن الآن أكثر تصميما من أى وقت مضى للفوز بمصر مرة أخرى وعودتها إلينا من إيدى أولئك الذين سيحولونها إلى "خراب".