كشف اللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية فى كلمته خلال اجتماع وزراء الداخلية العرب بالمغرب خطط الجماعات الإرهابية فى محاولة إسقاط الدولة فى مصر، وإحباط الأجهزة الأمنية لتلك العمليات بالقبض على عناصر تلك الجماعات وتصفية البعض منها فى مطاردات أمنية، أقربها قتل أبوعبيدة أحد أخطر العناصر التكفيرية المرتبطة بتنظيم بيت المقدس. وأكد الوزير أن الأجهزة الأمنية نجحت فى القبض على العديد من العناصر الجهادية المدربة بالخارج من مختلف الجنسيات قبل تنفيذها عمليات إرهابية واغتيالات فى مصر، وأضاف إبراهيم "نحن نواجه اليوم تحديات هائلة أبرزها على الصعيد الخارجى، تلقى عناصر من جنسيات مختلفة تعتنق الفكر الجهادى، تدريبات على استخدام الأسلحة وأسلوب التفجير والاغتيال بمعسكرات الإرهاب فى الخارج، وتسلل البعض منهم عبر الحدود لتنفيد مخططاتهم الدنيئة، إلا أن الأجهزة الأمنية استطاعت ضبط العديد منهم وتقديمهم للعدالة". وأكد أن عناصر الشر والإرهاب تصر فى محاولات يائسة على النيل من هيبة الدولة وترويع الآمنين واستعداء الشعب لوقوفه التاريخى إلى جانب مؤسساته الحامية لدرع الوطن. موضحاً أن رجال الشرطة والقوات المسلحة البواسل خاضوا معارك بطولية قدموا خلالها أرواحهم فداء للوطن، وأن ما شهدته أرض سيناء وغيرها من ربوع مصر من تضحيات جسام لرجال الشرطة والجيش البواسل يعد ملحمة بطولية جديدة يسطرونها ومن خلفهم شعب مصر الأبى، لدحر عناصر التطرف والإرهاب، ولذلك اتخذت وزارة الداخلية -بدعم من الحكومة ومساندة من الشعب- العديد من الإجراءات والتدابير الأمنية فى إطار من القانون والشرعية للقضاء على عناصر الشر والإرهاب وإعادة الاستقرار واستتباب الأمن. وأشار الوزير إلى مواصلة الأجهزة الأمنية لجهودها لضبط العناصر الإرهابية التى تلطخت أيديهم بالدماء وما زالوا هاربين فى الداخل والخارج وفقاً للإجراءات القانونية، وأوضح أن خارطة المستقبل التى أيدها الشعب المصرى كان لها عظيم الأثر فى عودة الاستقرار، وكانت بدايتها إقرار الدستور الجديد بنسبة تعدت ال90 فى المائة وبأعلى نسبة مشاركة فى التصويت، مشيراً إلى أن مصر تستعد حالياً لاستكمال تنفيد باقى الاستحقاقات الديمقراطية الأخرى لبناء المؤسسات الدستورية بالانتخابات الرئاسية والبرلمانية. وقال إبراهيم أيضاً: "إنه لا يوجد بلد فى العالم محصن من خطر الإرهاب الذى توسع فى تهديده وأصبح أكثر تنوعا على نحو يستوجب تضافر الجهود ووحدة الصف العربى فى مجال تبادل المعلومات والخبرات حول قضايا الإرهاب والتطرف"، وأضاف "كلنا يعلم أن الإرهاب لا وطن له ولا حدود تعوقه، وهو الأمر الدى أقترح معه أهمية العمل على تطوير وتفعيل الاستراتيجية العربية لمكافحة الإرهاب لتحديد رؤية تنطلق منها رسالة محددة وأهداف متجددة بما يحقق أهدافنا فى دحر الإرهاب وتجفيف منابعه وضبط عناصره فى إطار من التنسيق والتكامل"، وأكد أهمية الالتزام بتنفيد التعهدات القانونية التى تم التوقيع والتصديق عليها، وخاصة فى مجال مكافحة الإرهاب والجرائم العابرة للحدود الوطنية، قائلاً "نحن على يقين كامل بأن جميع أشقائنا العرب الذين يؤمنون بعروبة مصر وثقافتها وحضارتها وإسلامها الوسطى المعتدل سوف يصطفون معنا صفاً واحداً فى إدانة الإرهاب بجميع أشكاله ومظاهره وأياً كان مصدره لاقتلاع جذوره وتجفيف منابعه الفكرية والمالية ودحض مخططاته الإرهابية والقائمين على دعمه وتمويله لتعيش شعوبنا فى سلام وأمان". وأعرب وزير الداخلية عن تأييد مصر لمقترح المملكة العربية السعودية الخاص بإنشاء المكتب العربى للأمن الفكرى، والذى ترى فيه مصر قيمة كبيرة لدعم أمن المواطن العربى واستقراره وحمايته من مخاطر الانحرافات الفكرية، كما أكد أن مصر تؤيد ما أوصى به الفريق العربى المعنى بمكافحة الإرهاب بشأن إعداد تصور لمشروع استراتيجية عربية لمكافحة ظاهرة انتشار السلاح بالمنطقة العربية لتكون نواة تعمل من خلالها أجهزة الشرطة العربية معاً للقضاء على ظاهرة تهريب السلاح عبر الحدود، كما أعرب وزير الداخلية فى نهاية كلمته عن شكره العميق لكل من وقف إلى جانب الشعب المصرى وحكومته فى مواجهة الإرهاب.