سمير فريد هو أحد كبار النقاد فى تاريخ السينما المصرية، وله حضور فعال وقوى فى أغلب دورات مهرجان القاهرة السينمائى الذى يتولى رئاسته حالياً ووجود سمير فريد فى أغلب الدورات السابقة كناقد أعطاه أمراً إيجابياً لم يتحقق لمعظم من تولوا إدارة هذا المهرجان. وأغلبهم كانوا ينتمون للوسط الفنى مثل حسين فهمى وعزت أبوعوف ومن خارج الوسط شريف الشوباشى، على اعتبار أن الناقد السينمائى مهمته الرصد والتحليل والمشاهدة أكثر من الفنان أو الصحفى غير المتخصص فى هذا الشأن، كما هو الحال بالنسبة لفريد الشوباشى، لذلك كل المهتمين بالشأن السينمائى يرون أن سمير فريد لديه جميع المعلومات والتفاصيل صغيرة وكبيرة عن مهرجان السينما منذ أول دورة له وحتى الدورة التى بدأ الإعداد لها من الآن وهى ال36 تبدأ خلال نوفمبر المقبل المؤتمر الصحفى الأخير الذى عقده سمير فريد جاء ببعض المعلومات المغلوطة وغير الصحيحة، وهذه المعلومات لا تحتاج إلى فحص وتدقيق، ولكن أى متابع عادى غير متخصص سوف يكتشف تلك الأخطاء، والتى لا نعرف هل هى مقصودة بهدف التقليل من شأن المهرجان طوال تاريخه؟ ومحاولة الإيحاء منه أن المهرجان سوف يولد من جديد على يديه، ربما يريد ذلك وإذا كان هذا صحيحاً فهذه كارثة، لأن هناك مجموعة كبيرة من القامات عملت فى منظومة المهرجان أبرزهم كمال الملاح وسعد الدين وهبة وحسين فهمى والشوباشى وعزت أبوعوف. أبرز الأخطاء التى جاء بها سمير فريد فى المهرجان عدم مشاركة وحضور نجوم عالميين فيه وربط حضورهم بضرورة وجود فيلم إسرائيلى ضمن فعاليات المهرجان، وهذا أمر غير دقيق لأن هناك أسماء حضرت لمصر خلال دورات كثيرة للمهرجان سواء على سبيل التكريم أو لحضور الفعاليات ومنهم مارشيلو ماسترديانى، وكاترين دينيف، ونيكولاس كيدج ومورجان فريمان وبادسنبسر وجينا لورين وجون مالوكفيتش وأورنيلاموتي وصوفيا لورين وكلوديا كاردينالى وفيكتوريا أبريل وإليزابيث تايلور وشاشى كابور وآلان ديلون واميتاب بتشان وجريتا سكاكى وبيتر اوتول وكريستوفرلى وايرين بارباس والفريد وجولييت بينوش ودانى جلوفر وتشارليز ثيرون وجوليا أورموند وسلمى حايك ولوسى لو، ومن المخرجين روبرت وايز وإيليا كازان وأوليفر ستون وكارلوس ساورا وإسماعيل ميرشانت ومصطفى العقاد ومايكل أنجلو أنطونيونى وجميعهم حصلوا على جوائز عالمية فمنهم من حصل على الأوسكار مثل أوليفرستون مرتين فى الإخراج ومرة سيناريو، وجولييت بينوش أوسكار أفضل ممثلة ثانية عن فيلم «المريض الإنجليزى» ومورجان فريمان الحاصل على أوسكار أفضل ممثل عن قناة المليون دولار والقائمة تضم الكثير، إذن هذا يعنى أن المهرجان لم يكن بالفقر أو المتخلف عن الركب العالمى، بدليل أنه حصل عام 1990 على المركز الثانى على مستوى المهرجانات العالمية بعد لندن وبعده جاء ستوكهولم ثالثاً بناء على تقرير أورده الاتحاد الدولى لجمعيات المنتجين السينمائيين. أما فيما يتعلق بمشاركة فيلم إسرائيلى فهذا لن يحدث حتى لو صدق قول سمير فريد بأن نجوم العالم سوف يقاطعون المهرجان لأن وجود الكيان الإسرائيلى فى أى مناسبة أمر مرفوض، ووزارة الثقافة تعى هذا الأمر، والمرة الوحيدة التى حاول فاروق حسنى استقطاب فنان إسرائيلى وهو المايسترو دانيال بارونييم قامت الدنيا ضده، وبالتالى ذكر كلمة إسرائيل فى مؤتمر للمهرجان هو الذى يقلل من قيمته. الشىء الثانى هناك مهرجانات عربية أخرى لها شأن الآن مثل دبى وأبوظبى السينمائيين يحضرهما نجوم كبار على المستوى العالمى، ولم نقرأ ولم نسمع أن النجوم اشترطوا مشاركة فيلم إسرائيلى، لكننا سمعنا مثلاً أن هناك نجوماً يطالبون المهرجان بمبالغ مالية نظير الحضور، وهذا أمر معروف لأن هناك نجوماً يعتبرون هذا الأمر بمثابة استغلال لنجوميتهم ليستحقوا عليه المقابل المادى الذى يسوقونه، لكننا لم نسمع أن نجماً اشترط وجود فيلم إسرائيلى للحضور. تحدث أيضاً سمير فريد عن تكاليف إقامة الافتتاح التى تصل من وجهة نظره إلى ما بين 300 و400 ألف جنيه فقط فى الوقت الذى كانت فيه التكاليف خلال الدورات الأخيرة تصل إلى 3 ملايين جنيه ولم نكن نسمع على حد قوله عن افتتاح أو ختام ونحن هنا معه وضده. نعم كانت هناك مبالغ مُبالغ فيها تنفق على الافتتاح خاصة الحفلات التى كانت تقدم فيها الخمور، وكل ما لذ وطاب، لكن أتصور أن «سمير» كان على الأقل يعرف هذا ولم يتدخل بقلمه حتى تتوقف مهزلة عشاء ما بعد الافتتاح التى استمرت لسنوات، لكن وعلى حد علمنا عندما طرحنا هذه القضية وقتها، كان الرد أن أحد رجال الأعمال يقوم بالإنفاق على العشاء من جيبه الخاص من أجل ضيوف مصر، لكن فى كل الأحوال نتمنى أن تصل تكاليف الافتتاح إلى الرقم الذى ذكره. نجاح سمير فريد يهمنا جميعاً لأنه ينتمى إلينا كوسط صحفى لكننا ضد أن يحقر من قيمة الدورات السابقة للمهرجان، لأنه حتى لو لم يشارك فى إدارتها فهو شارك برأيه سواء الذى كان يكتبه عبر الصحف أو من خلال علاقته الوثيقة بالوزير الأسبق فاروق حسنى.