قالت الشرطة ومصادر طبية إن انتحاريًا نفذ هجومًا بحافلة صغيرة محملة بالمتفجرات اليوم الأحد؛ مما أدى إلى مقتل 45 شخصًا على الأقل وإصابة 157 آخرين فى مدينة الحلة بجنوب العراق. وقال شرطى طلب عدم نشر اسمه، إن المهاجم اقترب من نقطة تفتيش رئيسية عند المدخل الشمالى للمدينة التى تقطنها أغلبية شيعية وفجر الحافلة. وأضاف أن النيران اشتعلت فى 50 سيارة على الأقل، وحوصر الركاب بداخلها، ودمر جزءًا من مجمع نقطة التفتيش. ولم تعلن أى جهة مسئوليتها عن الهجوم، لكن نائب رئيس بلدية الحلة عقيل الربيعى اتهم القاعدة بالمسؤولية عن التفجير. وقال الربيعى إن الإدارة المحلية تلقت بلاغات بأن أشخاصًا تابعين للقاعدة يختبئون فى منطقة زراعية شمالى الحلة يخططون لتنفيذ هجوم. ووصف العنف بأنه امتداد للقتال الدائر فى محافظة الأنبار المجاورة، حيث تخوض الحكومة التى يقودها الشيعة معارك مع جماعة الدولة الإسلامية فى العراق والشام (داعش) التابعة للقاعدة حول مدينتى الرمادى والفلوجة. وقال الربيعى لرويترز إن لديهم أدلة على أن الإرهابيين التابعين للقاعدة مسؤولون عن الهجوم الانتحارى الذى وقع اليوم، مشيرًا إلى أن القاعدة كثفت الهجمات فى الحلة منذ اندلاع القتال فى الأنبار. وأوضح أنه لا يمكن فصل هجوم اليوم عن القتال فى الأنبار. ويعج موقع الهجوم بحطام نقطة التفتيش، فى حين تناثرت على الطريق هياكل سيارات محترقة. وقال أبو نوار، وهو صاحب كشك قرب نقطة التفتيش: "كنت جالسًا داخل الكشك عندما وقع فجأة انفجار مروع ألقانى بعيدًا إلى الخارج وبعثر المحتويات عاليًا فى الهواء، شاهدت سيارات تشتعل فيها النيران وبداخلها أناس تحترق". وقال شرطى إن الشرطة تستخدم معدات قطع لفتح السيارات المشتعلة ونقل الجثث المتفحمة. وقال الشرطى: "عندما شك رجل الشرطة بالسيارة الباص طلب من السائق التوقف لتفتيشها، لكن السيارة انفجرت فى الحال". وأسفرت تفجيرات وهجمات أخرى عن مقتل نحو ثمانية آلاف مدنى فى عام 2013 وهو أعلى عدد للقتلى فى البلاد منذ عام 2008، ولم تهدأ أعمال العنف فى الأشهر الأولى من العام الحالى. واصطف أقارب الضحايا أمام مشرحة الحلة لتسلم جثث ذويهم، وفى داخل المشرحة انخرط أشخاص فى البكاء والعويل، وهم يحاولون التعرف على ذويهم بين الجثث المتفحمة. وقالت أم مثنى التى تعرفت على جثة ابنها عبد الحسين المصور بالتلفزيون الرسمى من حذائه وجوربه "أريد أن أحتفظ بحذاء ابنى للأبد، أحببته كثيرًا جدًا، لقد حطموا قلبى". وقتل مثنى مع مصور آخر من تليفزيون العراقية يدعى خالد عبيد. وقالت الشرطة إن عدد القتلى ارتفع بعد وفاة بعض المصابين فى المستشفى والعثور على المزيد من الجثث فى موقع التفجير.