قالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية إن الرئيس السورى "بشار الأسد" هو المستفبد الأكبر من الصراع المتنامى بين روسياوالولاياتالمتحدةالأمريكية حول الأزمة الأوكرانية. وأكد مراقبون أن هذه الاضطرابات ستمنح "الأسد" القدرة على المضى قدماً فى خططه لسحق الثوار والمعارضة وتأمين إعادة اتخابه لولاية جديدة مدتها سبع سنوات، فضلاً عن أنه لن يقمع تحت أى ضغط لتقديم تنازلات لنظرائه من المعارضة. وأوضحت الصحيفة أن انهيار محادثات السلام، برعاية روسية أمريكية، فى جنيف الشهر الماضى قد أكلت بالفعل أى احتمالات لتسوية تفاوضية للحرب الأهلية السورية، فالأمر بات مستحيلاً فى ظل دخول مؤيدى عملية السلام فى خلاف بشأن نتائج الانتفاضة الشعبية فى أوكرانيا. وأشار محللون إلى أن "الأسد" يشعر بالثقة أخيراً بعد أن أدرك أن جهوده لاستعادة السلطة والحكم لن تلقى أى تحديات كبيرة من المجتمع الدولى المنشغل فى أزمة جديدة بأوكرانيا ونشوب صراع عسكرى فى شبه جزيرة القرم. ومن جانبه، قال "سالم زهران"، صحفى مقيم فى دمشق ومحلل للعلاقات وثيقة مع النظام السورى، "إن وقوف الرئيس الروسى "بوتين" بجانب الرئيس المخلوع الأوكرانى "يانوكوفيتش" عزز قناعة "الأسد" بأنه يمكنه الاستمرار فى الاعتماد على روسيا فى مواجهة الغرب". وأضاف أن النظام السورى بات يعتقد أن الروس لديهم سبب جديد وأقوى للحفاظ على الأسد فى السلطة وتقديم الدعم له، خصوصاً بعد تجربة ليبيا وأوكرانيا. وتابعت الصحيفة أن الحرب السورية هى واحدة من عدد من القضايا الشائكة والمثيرة للجدل فى الشرق الأوسط والتى تفضح هشاشة مصالح الولاياتالمتحدة إلى إحياء توترات حقبة الحرب الباردة مع روسيا وذلك مثل تلك التى ظهرت فى أوكرانيا. وفى السياق ذاته، قال "تيودور كاراسيك"- من معهد تحليلات الشرق الأدنى بدبى - "ظلت معظم الدول العربية صامتة بشأن الأزمة الأوكرانية، فهم يرون روسيا كشريك حالٍ ومستقبلى فى المنطقة فى الوقت الذى باتت فيه أمريكا مرتعشة وفى تراجع مستمر".