استنكر الدكتور عباس شومان، وكيل الأزهر الشريف، انشغال علماء المسلمين بالخلافات الداخلية والسياسة وتركهم أمور الإسلام والدفاع عن المسلمين. ووجه شومان للشيوخ المنشغلين بالسياسة عن الدين، عدة تساؤلات قائلا: "من منكم للمسلمين فى العراق وفى سوريا؟ من منكم للمسلمين فى جنوب أفريقيا؟ من منكم للمسلمين فى أوروبا؟ كيف تلقون الله؟ أبرءوا ذمتكم وأعلوا راية الإسلام قبل أن تدور الدائرة عليكم". ودعا شومان خلال خطبة ألقاها من أعلى منبر جامع الأزهر الشريف اليوم –الجمعة-، طلاب العلم للانتباه إلى الدراسة وخدمة الوطن وترك السياسة إلى الساسة يهنئون بها ويحملون إثمها، داعيا الله أن يعم السلم والسلام فى بلاد المسلمين وأن يقهر الظلم والشرك ومن دعمه. طالب أولياء الأمور بتعليم أولادهم وبناتهم أمور دينهم ودنياهم، مؤكدا أن العلم واجب دينى وفرض شرعى على كل مسلم ومسلمة. وأكد شومان على قيمة العلم ومكانة العلماء عند الله- عز وجل-، مذكرا بقول عمر بن الخطاب –رضى الله عنه- "لمَوْتُ أَلْفِ عَابِدٍ قَائِمِ اللَّيْلِ صَائِمِ النَّهَارِ، أَهْوَنُ مِنْ مَوْتِ عَاقِلٍ". وشدد على ضرورة استخدام العقل للاستفادة من العلم حتى لا يكون العلم بلا فائدة، مستشهدا بمثال أن يتعلم الإنسان استخدام أسلحة الدمار الشامل علم وإنما إذا نقص عقله فإنه سيضر المجتمع. واستشهد شومان بالمناظرة التحليلية التى دارت بين العقل والعلم، قائلا: "علم العليم وعقل العاقل اختلفا، من ذا الذى منهما قد أحرز الشرف، العلم قال: أنا أحرزت غايته، والعقل قال: بل أنا أنا الرحمن بى عرف، فأفصح العلم إفصاحا وقال له: بأينا الله فى قرأنه اتصف بالعليم أم بالعاقل، فأيقن العقل أن العلم سيده، فقبل العقل رأس العلم وانصرف". وأوضح أن العلم هو حياة الأمم وهو ما جعله الله ورثة الأنبياء، مذكرا بحديث رسول الله –صلى الله عليه وسلم- حين قال"من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له به طريقا إلى الجنة". وأضاف شومان أنه لا قيمة للناس بلا علم بعد أن شهد الله –عز وجل- لهم حين قال "إنما يخشى الله من عباده العلماء"، موضحا أن العلماء يعرفون الله جيدا ويزنون أمورهم ويستخدمون عقولهم من أجل استثمار العلم. شاهد الفيديو: