صدر بالأمس قرار تأجيل الدراسة بالمدارس والجامعات للمرة الثانية، بعد أن كان من المقرر بدء التيرم الثانى للعام الدراسى فى 9 فبراير، تم تأجيله إلى 22 فبراير، ثم إلى 8 مارس المقبل، ولم يذكر مجلس الوزراء صاحب قرار التأجيل أى أسباب له سوى استكمال الدوعى الأمنية للتوافق مع بدء الدراسة، فى حين أيضا لم تطلب كلا من وزارتى التعليم العالى والتربية والتعليم تأجيل الدراسة. وفى هذا الصدد استطلعت "بوابة الوفد" آراء عدد من السياسيين بشأن مدى إمكانية أن يكون قرار التأجيل له بعد سياسى معين. إذ قال الدكتور جمال زهران أستاذ العلوم السياسية بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية جامعة قناة السويس، إن قرار تأجيل الدراسة إلى 8 مارس القادم قرار فاشل ويعبر عن حكومة فاشلة متواطئة مع جماعات الإخوان "المتأسلمين" التى تجهض الثورة، مشيرًا إلى أنه لم يحدث فى تاريخ الجامعات أوالمدارس أن يتخذ مثل هذا القرار الذى يضيع العام الدراسى. وأضاف زهران فى تصريحات خاصة ل "بوابة الوفد"، اليوم الخميس، أن هذه الحكومة حكومة سياسية وكان لابد لها أن تستشرف منذ بدء العام الدراسى ما يمكن حدوثه فى الجامعات من أعمال عنف وشغب وتتخذ الاحتياطات والإجراءات الأمنية اللازمة ولكن هذا لم يحدث. وأشار أستاذ العلوم السياسية إلى أن الحكومة تصر على عودة الحرس الجامعى وهذا الأمر مرفوض تمامًا لما يسببه من تأثير سلبى على الحياة الجامعية، موضحًا أنه يجب أن يقتصر وجود قوات الشرطة على الأبواب الرئيسية فقط مع تأهيل الجامعة لقوات الأمن الداخلى وتصبح شرطة جامعية ولكن لم تتخذ أى إجراءات حمائية. وتابع أنه لابد من وجود أبواب للتفتيش على البوابات الرئيسية للجامعات، فضلًا عن وجود تفتيش على أبواب الكليات أيضًا، مشيرًا إلى ضرورة تفتيش سيارات الأساتذة، معللًا ذلك بأن الأسلحة لا تدخل مع الطلاب بل فى سيارات الأساتذة. واستنكر زهران على الحكومة عدم تطهيرها الجامعات من القيادات الإخوانية إذ أن هناك 4 جامعات رؤساءهم منتمين إلى تنظيم الإخوان، وهم جامعة بورسعيد والإسكندرية وبنى سويف والمنيا، فضلًا عن وجود 30 قيادة جامعية ما بين أساتذة وعمداء ووكلاء كليات، مطالبًا بضرورة عزل الحكومة لأنها غير ثورية وقتلت المصريين، قائلًا "حكومة العواجيز" لا تستطيع أن تحكم الشباب. فيما أوضح الدكتور أحمد دراج القيادى بالجمعية الوطنية للتغيير أن قرار تأجيل الدراسة ل 8 مارس المقبل قد يكون له 3 أبعاد، وهما "سياسى وأمنى وصحى"، نظرًا للتخوف من انتشار مرض الإنفلونزا الموسمية، مؤكدًا أن الرؤية مازالت ضبابية حول هذا القرار. وأضاف دراج فى تصريحاته ل "بوابة الوفد" اليوم الخميس أنه من المحتمل أن تكون الجامعات حتى الآن لم تكمل استعداداتها فى خلال هذا الشهر لمواجهة ما يمكن أن يحدث فيها من عنف وأعمال شغب من قبل الطلاب المنتمين إلى تنظيم الإخوان. كما أعرب القيادى بالجمعية الوطنية للتغيير عن تصوره بأن ليس هناك تفسير لهذا القرار سوى عدم كفاية هذه المدة لتأمين الجامعات، مما يدل على الإسترخاء والاستهانة بالوضع الحالى، متسائلًا "إذا لم يتم الاستعداد فى شهر هل ستكتمل الاستعدادات فى 15 يومًا؟". وفى سياق متصل أكد الدكتور عمروهاشم ربيع – المحلل السياسى بمركز الأهرام الإستراتيجى- أن قرار تأجيل الدراسة بالمدارس والجامعات إلى 8 مارس المقبل، يعد حالة من حالات الإعلان غير المباشرة لعجز الحكومة عن وقف عنف تنظيم الإخوان داخل الجامعات المصرية. وطالب ربيع فى تصريحات خاصة ل "بوابة الوفد"، اليوم الخميس، بوجود تشديدات أمنية داخل الجامعات حتى وإن اضطرت الحكومة إلى عودة الحرس الجامعى مرة أخرى، مشيرًا إلى ضرورة إشغال الطلاب بضرورة الحضور وأخذ الغياب داخل المحاضرات، وعمل امتحانات فرعية وتوزيعها على فترات التيرم الدراسى. كما أشار المحلل السياسى إلى ضرورة إلغاء فكرة الإدارة المنتخبة فى الجامعات، إذ أنه لا توجد دولة على مستوى العالم بما فيها الولاياتالمتحدة تتبع هذا النظام، مؤكدًا أنه لا يأتى إلا ب"الفشلة".