رأت مجلة "التايم" الأمريكية، أن الثورة المصرية خذلت عمال مصر الذين كانوا يتمنون أن يستردوا حقوقهم المنهوبة خلال حكم النظام السابق، فشرعوا فى تنظيم مظاهرات وإضرابات للمطالبة بحقوقهم، إلا أنه وجهوا بالحزم والشدة من جانب المجلس العسكرى الحاكم، الذى رأى هذه الإضرابات ضد مصلحة البلاد، ولم تلتفت لهم الطبقة المتوسطة والمثقفة التى انشغلت فى صراعها حول الشكل القادم للبلاد. وقالت المجلة اليوم، الأحد، إن الكثير من شباب ميدان التحرير والسياسيين، بل والقيادة العسكرية يرون المرحلة الحالية يجب أن تسودها نقاشات حول مستقبل البلاد والإصلاح السياسى، لأن نظام الحكم سيحدد مستقبل مصر على كافة المستويات، أما الإضرابات العمالية ينبغى أن تؤجل، لأنه حالياً ليس الوقت المناسب، فمصر بعد الثورة بحاجة إلى كل عمل يمكن القيام به. وتضيف المجلة، إلا أن الطبقات الكادحة - وكثيرين منهم لم يحصلوا على رواتبهم منذ شهور يرون خلاف ذلك- فقد اندلعت العشرات من الإضرابات والاعتصامات للعمال فى القطاعين العام والخاص خلال الأشهر الأخيرة للمطالبة بحقوقهم المسلوبة، خاصة الحد الأدنى للأجور، وقد قدمت العديد من الوعود ولكن معظمها لم تتحقق. ووسط الشقوق وخطوط الصدع الهائل بين السياسية والأيدويولوجية التى حطمت الوحدة الأولى للثورة التى أطاحت بالرئيس حسنى مبارك، هناك فجوة تبدو على نحو متزايد لتحديد المناقشات الأخرى. ونقلت المجلة عن "جوشوا ستاشر" وهو عالم سياسى وخبير مصرى فى جامعة كينت ستيت الأمريكية قوله: "هناك حرب فئوية تجرى فى مصر الآن.. ففى حين الطبقة العليا والمتوسطة والناس فى المناطق الحضرية فى القاهرة والإسكندرية يبحثون عن مطالب عليا، فإنهم لا يهتمون كثيرا بالحد الأدنى للأجور، أو حقيقة أن نظام الرعاية الصحية هو هراء كامل". وأضاف، أن الخطاب السائد بعد الثورة والذى يتصدر شاشة التليفزيون هو أنه ليس هذا هو الوقت المناسب للاحتجاج على هذه الأمور". والتقط الناشط عادل زكريا طرف الحديث، وقال بالنسبة لغير العمال، فإن مشاكلهم تنحصر حول العقيدة الدينية أو خرائط الطريق لمستقبل البلاد وفى الغالب هذه مطالب السياسية، أما العمال فهم لا يهتمون لأن لديهم مشاكلهم الخاصة.. إنهم يحتاجون إلى الطعام". أخبار ذات صلة إدانة عمالية لقانون تجريم الاعتصام إضراب بهيئة النقل العام بالقاهرة